دراسة اجتماعية عن الجركس، والجالية الجركسية في الأردن ومقارنتها ببدو البلاد، وهدف الكاتب إلى التعريف بأصولهم، وتاريخهم، وخصائصهم، وعاداتهم، وتقاليدهم مقارنة بالبدو، وهجرتهم إلى الأردن وأسرهم المهاجرة. واستهل ببحث أصل الجركس بالرجوع إلى ما ورد عنهم في كتابات مؤرخي اليونان بصفتهم شعبًا قويًا قوي محارب رجالاً ونساءً، وتناول عاداتهم الحربية، فكانوا إذا تقررت المعركة بينهم وبين أعدائهم يحلقون شعر صدورهم لتتلقّى طعنات السلاح مباشرة، وكانوا يصنعون بيوتهم من القش لألاّ يتعلّقوا بها، أو يحزنوا عليها متى حرقها الأعداء، وكان من عادتهم إلقاء المشاعل على بيوت أعدائهم وحرقها، وكانوا يرون في تحصين البيوت دلالة على جبن ساكنيها وخوفهم، وقارن الكاتب عادة الجركس في بناء بيوتهم بعادات العرب، وذكر أن الخليفة عمر بن الخطاب أمر العرب أن يتخذوا بيوتهم بسيطة من لبن مسقوف بجريد النخل وسعفه، وكان البدو يعدون تحصين البيوت دليلاً على الجبن ولا يحميها من العدى، ثم تناول عادات نبلاء الجركس، واهتمامهم بعراقة الأصل، وتمسكهم بالكرم واستعدادهم للجود بكل شيء إلا السلاح والخيل، ويلتقون في ذلك مع العرب وبدوهم، بوصف الكرم من أعظم الفضائل الاجتماعية، وللضيف عندهم احترام وواجب الرعاية والحماية، ثم تناول أعمال المرأة الجركسية النبيلة وبخاصة صنع أغمدة السلاح من الجلد، والتطريز، وصنع الأدوات المنزلية، ثم تناول عادات الزواج عندهم مقارنة بعادات البدو، وبيّن انخفاض مهر الزوجة المقدم، وندرة تعدد الزوجات عندهم، ثم تحدث عن احترام الجركس للمرأة ومقامها في المجتمع زوجةً وأمًا وأختًا وابنةً، وتناول آداب الجركس الاجتماعية ومعاملتهم لأطفالهم، ثم بحث في تهجيرهم القسري من بلادهم ابتداءً من سنة 1862م، حيث أرغمت روسيا سنة 1877م عددًا من عشائرهم على ترك بلادهم، وتوافد مهاجروهم إلى الأردن بين سنتي1880و1909موسكنوا عمان وجرش وناعور والرصيفة
|