تناول الكاتب موقف المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ من الصراع العربي الإسرائيلي، وهدف الباحث إلى بيان حقائق هذا الموقف، ومساعي الملك عبدالعزيز لدى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لنصرة القضية الفلسطينية، ومشاركته في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وقد رجع إلى الدراسات التاريخية، والسياسية، والوثائق المتصلة بموضوع مقالته. وقد استهلّ بتوضيح اهتمام الملك عبدالعزيز بقضية فلسطين منذ سنة 1915م تقريبًا حتى وفاته سنة 1953م، وتنقسم هذه المدة إلى ثلاث مراحل، أما المرحلة الأولى فقد شهدت قيام الثورة الفلسطينية الكبرى ضد موجات الهجرة اليهودية التي شجعتها الولايات المتحدة وبريطانيا. أما المرحلة الثانية فاتصلت بموقف الملك عبدالعزيز من الثورة العربية الكبرى في فلسطين، وقد تابع الملك عبدالعزيز أعمال اللجنة التنفيذية للمؤتمر السوري الفلسطيني في القاهرة سنة 1929م الذي ناقش تطورات المشكلة الفلسطينية، وفي هذه المرحلة استنكر الملك عتداءات اليهود على المصلين المسلمين في المسجد الأقصى المبارك في أكتوبر سنة 1929م، وقد أرسل الملك وليّ عهده للاطلاع على الوضع في فلسطين سنة 1935م، وتسجِّل المصادر متابعة الملك لأحداث الثورة الفلسطينية الكبرى، وقد سعت الحكومة البريطانية إليه وإلى بعض الزعماء العرب للتوسط مع الفلسطينيين لوقف ثورتهم مقابل تعهد بريطانيا بوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وعملت الصهيونية على عرقلة ذلك لتتواصل الهجرة، وقد اتصل الملك بالحكومة البريطانية عدة مرات لكي تتعهد بوقف الهجرة اليهودية مقابل تعهد الملك بوقف الإضراب، ولكنها لم تمنحه هذا التعهد. وفي المرحلة الثالثة أبدى الملك رفضه لتقسيم فلسطين الذي أوصت به اللجنة الملكية البريطانية في يوليو سنة 1937م. وبين سنتي 1937م ــ1940م قامت مراسلات بين الملك عبدالعزيز وألمانيا للحصول على أسلحة لصالح المناضلين في فلسطين، كما قام بمساعدتهم ماليًا أيضًا، وقد عارض الموقف الأمريكي المؤيد لقرار التقسيم. وتناولت المرحلة الرابعة مساعي الملك عبدالعزيز لدى الولايات المتحدة وبريطانيا بعد سنة 1943م، أما المرحلة الخامسة فتناولت جهود الملك عبدالعزيز في الإطار العربي، وفي المرحلة السادسة بين سنتي 1948م ــ 1953م أرسل الملك عبدالعزيز الجنود السعوديين لمشاركة إخوانهم العرب في التصدي العسكري لليهود المحتلين في الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1948م.
|