تناولت المقالة دراسة التاريخ المعاصر وعلاقته، وقد رُجع إلى كتب التاريخ، وتعليمه، ومعاجم التراجم. إن التاريخ المعاصر يبدأ من حيث يمكن أن تنتهي العصور الحديثة، ويقتضي الانتقال من عصر تاريخي إلى آخر وجود فترة انتقال تحدث خلالها تغييرات جذرية في نواحِ شتى. والأزمنة المعاصرة أزمنة متغيرة من حيث البداية والنهاية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأزمنة الحديثة، بينما تختلف الأزمنة القديمة والعصور الوسطى بوصفها أزمنة مغلقة. والأزمنة المعاصرة مدة مزدحمة في تاريخ البشرية بالأفكار والمبادئ والنزاعات، ومما يثير الصعوبة في دراستها ندرة المادة، وكثرة التفاصيل وتدفق المعلومات، مما يسفر عن الإتيان بأبحاث أقل دقة للتاريخ المعاصر. ونتيجة لتوافر المعلومات وتدفقها المتواصل قامت هيئات مختلفة لتنظيمها ودراستها مثل نادي روما، والمعهد الأطلسي للشؤون الدولية، ومنتدى العالم الثالث. وتشكل مقدمات الحرب العالمية الأولى بداية لفترة انتقال من العصر الحديث إلى الزمن المعاصر، ثم حدث الزحف التاريخي، فغدت مقدمات الحرب العالمية الثانية هي البداية لفترة انتقال أخرى. إن أهم الظواهر التاريخية في الزمن المعاصر هي نتائج لأسباب في العصر الحديث، مما يتطلّب من الباحث في الأزمنة المعاصرة أن يرجع بهذه النتائج إلى أسبابها. وأوضح الانتقال من العصر الحديث إلى الزمن المعاصر، من عصر ازدهار القوميات إلى عصر التكتل الذي ينقسم العالم فيه إلى المعسكرين الغربي والشرقي والعالم الثالث، أو إلى شمال وجنوب. ولا يدخل العالم الإسلامي في نطاق هذه التقسيمات والمسميات، لأنه عالم يستند إلى العقيدة. وفي عام 1975م اتفقت دول الشرق والغرب على السلام والتعاون الدولي، فكانت المدة بين سنتي (1945م و1975م) في طريقها للتحول إلى تاريخ حديث.
|