تناول الكاتب سيرة الشيخ محمد أمين الشنقيطي مستهدفًا التعريف بشخصيته، وتعليمه، وأعماله، وارتحاله إلى بلدة الزبير، وتأسيسه لمدرسة النجاة الأهلية سنة 1339هـ/ 1920م. وقد رجع إلى الكتب التي ترجمت للشنقيطي، وتحدثت عن مدرسة النجاة. لقد وُلد الشيخ محمد في شنقيط سنة 1296هـ، ودرس في كتاتيبها ومدارسها، ثم اتجه سنة 1328هـ صوب مكة المكرمة، وتلقى العلم في الحرم المكي على شيخه أبي شعيب المغربي، كما رحل إلى مصر لأخذ العلم عن علماء الأزهر. وفي نجد أخذ العلم عن الشيخ أبي وادي أحد شيوخ عنيزة، وقرأ على قاضي عنيزة الشيخ صالح عثمان، ولما تمكن من العلوم العربية والشرعية بدأ في نشر المعرفة، وكانت كل البلاد العربية بلاده، فدرّس في عنيزة، وفي الكويت، والأحساء، والزبير. وقد استعرض آثاره العلمية ومؤسساته التعليمية. وعندما كان في الزبير سنة 1337هـ سعى إلى تأسيس مدرسة النجاة الأهلية للعناية بتربية النشء وتزويدهم بالعلوم، فتأسست لجنة لتنفيذ مشروع المدرسة لتعليم العلوم الدينية، والعلوم الدنيوية النافعة لإعداد جيل يساير ركب الحضارة، ويحمل ثقافة نافعة تجمع بين معرفة الدين والدنيا، وعنيت المدرسة باللغة العربية، والخط العربي، ومبادئ مسك الدفاتر. وقد شجع الأهلون هذه المدرسة، وتبرعوا لها بسخاء، وقد قدم الشيخ أحمد المشاري إبراهيم إساهمًا سخيًا وتشجيعًا للشيخ الشنقيطي على تأسيس المدرسة، وتوسع الدراسة لتشمل شتى مراحل التعليم. وقد تزايد عدد معلميها الذين كان من بينهم عبدالرزاق الدايل، وأحمد الخميس، وعلي السبيعي، وأحمد العرفج، وعبدالله المزين، وعبدالله الدخيل، وعبدالرحمن الهيتي. وافتتحت المدرسة السنة الدراسية سنة 1341هـ بثلاث مئة طالب وبعشرة معلمين، وتعاقدت المدرسة مع مزيد من المعلمين الأكفاء، وتوسعت فيما بعد في قبول الطلاب الجدد. وتوفي الشنقيطي سنة 1351هـ/ 1932م في الزبير، وخلفه في الإشراف على مدرسة النجاة الأهلية ورعاية شؤونها الشيخ ناصر إبراهيم الأحمد.
|