تناول الكاتب سيرة الشيخ عزالدين بن عبدالقادر القسام وجهاده في فلسطين، لتوضيح جوانب حياته وكفاحه ضد المحتلين البريطانيين، وقد رجع إلى المذكرات والوثائق والكتب الصادرة حول تاريخ فلسطين والجهاد فيها ضد المحتلين. لقد امتدت صلات القسام خلال سني الحرب العالمية الأولى برجال الحركة الوطنية السورية، وناضل ضد الفرنسيين المحتلين في سوريا فلاحقوه، فاتصل بصديقه الشيخ كامل القصّاب في فلسطين وتوجه إليها سنة 1922م، ونزل في قرية قرب حيفا، واتصل بالفلاحين والعمال، وعني بالإعداد النفسي للثورة ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين من خلال دروسه وخطبه عن الجهاد ومقاومة الصهيونية وقوى الاحتلال البريطاني، وأعدّ خلايا الجهاد السرية من الرجال المخلصين المستعدين للتضحية وكانت القيادة الأولى لحركة الجهاد المسلح سنة 1928م تضم خمسة أشخاص من بينهم الشيخ القسام، واستطاع تجنيد مئتي مجاهد، وتنظيم مؤازرة ثمان مئة من الأنصار، ومن خلال جمعية الشباب المسلمين التي تشكلت في حيفا سنة 1927م استطاع الشيخ القسام توسيع نطاق علاقاته بالناس، وكانت حركة القسام أعظم حركة فدائية عرفها تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية والجهاد العربي الحديث، وقد لاحق رجالُها أعداءَ الشعب ومصالحه من المتجسسين وباعة الأراضي وسماسرة بيع الأراضي لليهود، وحاربوا الشرطة البريطانية وكتائبها، وأغاروا على ثكناتها ومراكزها، وشاركوا في أحداث ثورة البراق سنة 1929م، ونظم القسام وجماعته نشاطهم في خمس وحدات تولت شراء السلاح، والتدريب العسكري، والاستخبارات عن خطط الإنجليز واليهود، والتوعية الجهادية، والاتصالات السياسية، وغادر القسام مع المجاهدين حيفا سنة 1935م، واستشهدوا وهم يقاتلون الجيش البريطاني في أحراش يعبد من قرى مدينة جنين الفلسطينية، وانتهى الكاتب إلى أن حركة القسام كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت نار الثورة في فلسطين سنة 1936م ضد بريطانيا واليهود
|