تناول الكاتب تاريخ سكة حديد الحجاز، مستهدفًا وصف مرافقها وتأسيسها وأهميتها، والقيمة الأثرية لمحطة حديد الحجاز في المدينة المنورة. ورجع إلى المصادر التاريخية عن السكة والمدينة المنورة ورحلات الحج المتصلة بفترة الدراسة. وقد بدأ بوصف مبنى محطة سكة حديد الحجاز في حي العنبرية في مدخل المدينة المنورة من الغرب، وكان الخط الحديدي يربط ما بين المدينة المنورة والشام، وينقل الركاب والبضائع من دمشق والأردن وفلسطين والعراق وتركيا وأوربا إلى المدينة المنورة وبالعكس طوال تسع سنوات ازدهرت خلالها المدينة المنورة اقتصاديًا واجتماعيًا وعمرانيًا وثقافيًا، وأوضح الكاتب أن صخور البازلت المحلية قد استُخدمت في بناء مبنى المحطة والمسجد الذي بني على الطراز العثماني جنوب شرق مبنى المحطة، ويبلغ طول سور مبنى المحطة كيلاً وعرضه نحو ثلاثمئة متر تقريبًا. ومن ناحية تاريخية فقد اقتُرح إنشاء سكة حديد الحجاز لأول مرة سنة 1864م، ولم تتخذ خطوات عملية لتنفيذ المشروع حتى سنة 1900م، وكان السلطان عبدالحميد قد أعلن سنة 1318هـ عن ضرورة إنشاء هذا الخط لتيسير أداء فريضة الحج، وطرحه السلطان في استفتاء عام لكي تسهم في دعمه البلاد الإسلامية، وفرضت إعانة لهذا المشروع يدفعها الحجاج، ولم تكن سكة حديد الحجاز تخدم الحجاج ونقل البضائع فحسب، بل وسيلة لدعم سيطرة الحكم على بلاد الحرمين الشريفين والعالم الإسلامي، وقامت شركة ألمانية بتنفيذ البناء الذي انتهى سنة 1908م وكان طوله ألفًا وثلاثمئة وثلاثة أكيال، وافتتحت المحطة في شعبان 1326هـ/ سبتمبر 1908م. وكان لهذا الخط أهمية كبيرة في تقصير مدة السفر إلى المدينة المنورة إذ أصبحت الرحلة تستغرق نحو ست وثلاثين ساعة من المدينة إلى دمشق، وفي سنة 1916م قام رجال الثورة العربية بتدمير جزء من الخط ونسفه في مواقع عديدة، فتعطّل. وناقش الكاتب منافع الخط الذي جلبها للمدينة المنورة، ثم وصف نهضة المدينة المنورة وازدهارها في العهد السعودي الزاهر، ودعا في خاتمة المقالة إلى المحافظة على مبنى المحطة ومقتنياتها، وإنشاء متحف أثري لهذا الغرض
|