تناول الكاتب الظواهر اللغوية على ضوء القراءات القرآنية التي أوردها أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن الأنباري شواهد على قضايا لغوية في كتابه شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات، أما منهجه في دراستها فقام على الأسس الآتية: جعْل الكلمة التي أورد فيها ابن الأنباري القراءة عنوانًا، ثم تأصيل الكلمة معجميًا وبيان معانيها واستعمالاتها في كلام العرب، وإيراد كلام ابن الأنباري مع البيت الذي كان يشرحه، وتخريج القراءة في الهامش مع تمييز القراءة الشاذة من غيرها، وإيراد القراءات الأخرى الواردة في الكلمة ليتصور المطلع الأمر كاملاً، وذكر الخلاف مع نسبة اللغات إلى ذويها، وأقوال العلماء بهذا الشأن. وقد استهل الكاتب بالتعريف بابن الأنباري. ومن الألفاظ التي تناولها الكاتب: سَرَى وأسرى، ومِنساة ومنسأة، وملْك ومَليك، ووصّى وأوصى. ولتوضيح معالجة الكاتب وقف على معالجته لكلمتي ملْك ومليك، حيث استهلها بملحوظاته حول تأصيلها ومعانيها فذكر: ملكتُ الشيءَ أملكه، والشيء مِلْكُ يميني، ومَلْك يميني وفتح الميم أفصح، وما لأحد في هذا مَلْك غيري، ومِلْك، وملَّكه الشيءَ تمليكًا: جعله مُلْكًا له، فهو المُمَلّك، ومَلْك الطريق ومملكته أي معظمه ووسطه، ومَلَك العجين أي شدّد عجْنه، وأُملِكَ فلان يُملَكُ إِمْلاكًا أي زُوِّج، وإِمْلاكه أي زواجه، وعند الكسائي: مَلَكَ فلان إمْلاكًا ومِلاكًا ومَلاكًا أي تزوج؛ والمَلِكُ هو الله، ملِك الملوك له الملك، وهو مليك الخلق أي ربهم ومالكهم، ومالك يوم الدين، والملِك من ملوك الأرض يجمع على أمْلاك فيما دون العشرة، وملوك في الكثرة، وفي مَلِك أربع لغات للعرب هي: مالِك، ومَلِك، ومَليك، وملْك، والمتواتر في قراءة (مالك يوم الدين) قراءتان هما (مالِك) و (مَلِك).
|