تناول الكاتب التراث الإداري العربي في وصف الشخصية وتمييزها، وقد رجع إلى المصادر المختارة في الموضوع، ومن مقوّمات ذلك ثراء اللغة العربية بالألفاظ التي تعبر عن أدق المعاني والحلي، ويقصد بالحلي بيان الأوصاف المفصّلة لكل شخص، فيذكر قدّه، ولونه، وصفة جبهته، وحاجبيه، وعينيه، وأنفه، وأسنانه، وشكل الشامات والخيلان، وآثار الجروح والقروح. والأعمدة من هذه الحلي ما لا يتغير مثل الفطس، والزرقة، والطول، والقصر، وغير ذلك. ومن عرف باسمه وعينه ونسبه فلا حاجة إلى تحليته. ويذكر شمس الدين الأسيوطي بأن أول ما يذكر في الإنسان سنّه وقدّه ولونه وجبهته وحاجباه وعيناه وخدّاه وشفتاه وجميع ما في وجهه من حسنة أو شامة أو جرح أو ثؤلول، وللأنثى أوصاف لا يُستغنى عن استعمالها، وقد عني العرب بوصف نوادر الخلقة، فإذا انحسر الشعر من جانبي الجبهة فيقال لصاحبه أجلح، فإذا زاد على ذلك حتى بلغ الشعر اليافوخ فهو أصلع، فإذا اجتمع الشعر في وسط الرأس وخلا من جانبي الرأس قيل أقرع، فإن كان الشعر مفلفلاً أي شديد التجعد قيل مفلفل الشعر، فإذا سال على القفا قيل أغم القفا، وإذا انشق حجاب الأنف قيل أخزم، وإذا انقطع الأنف قيل أجدع، وإذا كان الرجل مقعدًا قيل مفلوج الرجلين، والخوص عند العرب صغير العينين، والقعس هو دخول الظهر وخروج الصدر، وإذا كان الرجل مقطوع الأذنين قيل أصلم، فإن كان يعمل باليسرى واليمنى قيل أضبط، وإن عمل باليسرى قيل أشول، ولا تغني الصور عن التوصيف اللفظي للشخصية الذي يتطلب إلمامًا بالتراث العربي في هذا المجال.
|