تناول الكاتب سيرة الشيخ حمزة فتح الله المصري ابن السيد حسين بن محمد شريف التونسي، للتعريف بحياته ومكانته وأعماله. وقد رجع إلى كتب التراجم والأدب التي تطرّقت إليه. ولد الشيخ حمزة بالاسكندرية سنة 1266هـ/1849م، وحفظ القرآن وأكمل دراسته بالأزهر الشريف، وعمل محررًا بصحيفة الكوكب الشرقي، وسافر إلى تونس وعمل محررًا بجريدة (الرائد التونسي)، ثم أصدر في مصر جريدة البرهان، ويؤخذ عليه وقفته المناهضة لحركة أحمد عرابي. وقد خلّّف مؤلفات متعددة شملت كتبًا ورسائل منها: باكورة الكلام على حقوق النساء في الإسلام، والمواهب الفتحية في علوم اللغة العربية، وقصيدة دالية، اختتم فيها الحفلة الأخيرة من المؤتمر العلمي الشرقي في فيينا، وحث عما للعرب جاهلية وإسلامًا من الفضائل والمعارف، وقصيدة بهية في مدح حضرة إسكار الثاني ملك السويد والنرويج، وأربع رسائل هي : التحفة السنية في التواريخ العربية، والكلمات غير العربية في القرآن الكريم، والعقود الدرية في العقائد التوحيدية، وهداية الفهم إلى بعض أنواع الرسم في وسم الإبل والخيل وغيرها عند العرب، وذيله برسوم الوسم وأشكاله عند البدو والمحدثين. وفي المجال اللغوي انحصرت جهوده في ثلاثة اتجاهات: البحث والمحاضرة، والدعوة إلى نبذ العاميات، وتنمية اللغة لمواجهة احتياجات التقدم العلمي والحضاري ومن طرقها التي سلكها إحياء ألفاظ قديمة لتحل محل ألفاظ معرّبة مثل الرَّثية مقابل الروماتيزم، والقَبالة مقابل الكمبيالة، والخَوَرْ بدل البوفيه.
|