تناولت الدراسة الفرش والستور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهدفت إلى وصف هذه المقتنيات وبيان أنواعها ومواد صناعتها ومصادرها، وقد رجع الباحث إلى كتب الحديث النبوي الشريف وبخاصة: الموطأ، ومسند الإمام أحمد بن حنبل، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن الدارمي، وسنن ابن ماجه، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن النسائي لأن ألفاظها مكشفة في: المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف، واعتمد على المعلومات المتصلة بالموضوع في المصادر التاريخية. ومهد بالحديث عن أغراض الدراسة ومصادرها وحدودها، ثم عرض تقسيم المقتنيات المادية المبحوثة إلى أربع فئات شملت الأولى منها ما ارتفع عن الأرض من الفرش مثل السرير والأريكة، وشملت الثانية ما ينبسط أو يفرش على وجه الأرض مثل البساط والحصير، وشملت الثالثة ما يوضع على الأرض للاتكاء أو الجلوس مثل الوسائد والتكايا، وشملت الرابعة ما يُعلَّق على الجدران مثل كل أنواع الستور ومنها الدرنوك الذي كان نوعًا من البسط التي استخدمت أيضًا ستورًا، وأما الستور فقد تطرق الباحث إلى الإشارات الكثيرة إليها في الأحاديث الشريفة التي توضح موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من استخدامها، ومن الستور السّجف الذي قد يعني شق الستر أو السترين المقرونين بينهما فرجة، ومنها القرام وهو الستر الرقيق. وقد عرف الباحث في معالجته المقتنيات المومى إليها ومدى تداولها والإفادة منها وخصائصها وصناعتها ومصادرها. وفي الخاتمة عرض أهم النتائج التي توصل إليها ومنها قلة الفرش والستور على عهد النبيصلى الله عليه وسلم ومرد ذلك إلى الزهد بمتاع الحياة الزائل، أو قلة ذات اليد، أو لكلا الأمرين معًا، واحتمال وجود أنواع أخرى من الفرش والستور غير الذي كشفت عنه الدراسة، مما يمكن أن يتصدى الدارسون المهتمون بالموضوع للتنقيب والكتابة عنها، كما أكّدت الدراسة أهمية السنّة المطهّرة في دراسة حضارة الإسلام في عهده الأول.
|