طرحت المقالة قضية هوية الأدب الإسلامي، ونظر الكاتب إلى هذا الأدب بوصفه نابعًا من التصوّر الإسلامي للكون والإنسان والحياة في قوالب فنية آسرة، وهو بذلك ليس جديدًا على الساحة العربية الإسلامية، بل إنه يمتد من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الحاضر، ويُشار إلى الاعتراضات التي برزت مع اتساع قاعدة هذا الأدب على المستوى العربي تقعيدًا وتنظيرًا وإبداعًا، وإلى مسوِّغات استخدام الأديب المسلم لمصطلح الأدب الإسلامي ما بين عقيدته، وحسه الأدبي، وحماية القيم الفنية في الأدب، والاستجابة لحاجة العصر الملحّة. وأوضح أن مصطلح الأدب الإسلامي يطلق على الأعمال الأدبية التي تعالج قضية ما برؤية إسلامية صافية، سواء كانت مكتوبة باللغة العربية أم بغيرها من اللغات، وبين الأدب العربي والأدب الإسلامي أمومة وقرابة، فقد ولد الأدب الإسلامي في أحضان الأدب العربي، وذلك عندما غمس الأدباء الذين هداهم الله إلى الإسلام تجربتهم الأدبية في قضايا الإسلام، ووظفوا شعرهم ونثرهم في خدمة المجتمع الإسلامي، وفي حمل القضية الإسلامية وإعلائها، ونما هذا الوليد في الشعر والنثر العربي، وقد عالج قضايا عدة برؤية إسلامية، وشكل تيارًا أدبيًا إسلاميًا رافق رحلة الأدب العربي منذ عصر النبوة إلى يومنا الحاضر. فالأدب العربي هو محضن الأدب الإسلامي الأول وميدانه الأهم؛ ولكنه ليس ميدانه الأوحد؛ فعندما دخل الإسلام شعوب أخرى تأثرت آدابها به، ونبتت أجنحة جديدة للأدب الإسلامي أعطته بعدًا إنسانيًا عالميًا، حيث ظهر مثلاً في الأدب الفارسي منذ القرن الثالث الهجري تيار إسلامي استفاد من الأدب العربي بشعره ونثره، واستفاد من القرآن والسنة، وما زالت الآداب الفارسية والتركية والأوردية تحمل تيارًا إسلاميًا.
|