دراسة لسيرة الشاعر محمد بن عبدالله بن عثيمين؛ للتعريف بحياته وشخصية وثقافته وشاعريته ومدائمة للملك عبدالعزيز آل سعود «رحمه الله» وسعودياته.
ولد الشاعر عام 1270، وتوفي عام 1363، وكان إفراز مرحلة عصيبة عاشها وتفاعل معها وسجل أبرز أحداثها وانعكس أثرها عليه وأسهمت في تفجير مواهبه، وتميز بثقافة واسعة متعددة المصادر، وقد تلقى العلم عن طائفة من علماء الدعوة، وقد طاف أرجاء الجزيرة العربية فأكسبته الرحلة علما وخبرة، وكانت له علاقات ود مع مشاهير العلماء في مدن بلاد الخليج كالرجباني، وابن مانع، وابن عتيق، وكان متضلعا في الثقافة اللغوية والأدبية العربية، وحفظ الكثير من عيون الشعر العربي، واستشهد بشعر أكثر من خمسين شاعرا، وكان لكل الموارد السابقة أثر في شعره وثرائه. وقد عقد الباحث مقارنة بين الشاعرين ابن عثيمين ومحمود سامي البارودى، وعدّهما من شعراء «مدرسة الإحياء». وقد ركز الباحث على دراسة النصوص الشعرية لابن عثيمين للوقوف على مصادر ثقافته، والمؤثرات الشكلية، واللغوية، والدلالية، والفنية.
ولحظ فيها تدفق الشواهد العربية من القرآن الكريم والحديث الشريف، ثم من الشعر العربي من مختلف العصور؛ وأبرز الباحث تأثره بالشعر العباسي وأعمدته كالمتنبي وأبي تمام والبحتري، ومال ابن عثيمين إلى شعراء المعاني والحكمة ميلاً واضحا في شعره الذي جاء حكيما موضوعيا فيه متانة وعمق وجذب، ورأى الباحث أن الشاعر في أسلوبه يغرب في مفرداته، وفي تراكيبه، بل وفي صوره، وعزا ذلك إلى غزير محفوظه الشعري، غير أن شعره يعدجيد البناء؛حسن الشكل، نقي اللغة، فمعجمه الشعري تراثي يرقى فوق الاستعمال الدارج؛ أي أن مرجعيته اللغوية قاموسية، وليست استعمالية.
وقد ولدت قصائد الشاعر - خاصة سعودياته - في جو من الكرّ والفّر، فتردد في شعره ذكر السيف، والرمح، والجيش، والدرع، والخيل. وجاءت مدائحة للملك عبدالعزيز في فترة كان فيها الملك فارسا مغوارا محاربا، وسعوديات ابن عثيمين التي درسها الباحث تشكل نحو ثلثي ديوانه الشعري، وكانت أكثر قصائده رصداً دقيقاً للوقائع الحربية التي خاضها الملك عبدالعزيز، واستهلها بالبائية عام 1331هـ، واختمها بالنونية عام 1356هـ، وقصائده في الملك عبدالعزيز من المطولات التي سجل فيها انتصاراته وسجايا.
|