ناقش الكاتب تاريخ وقوع معركة اليرموك بوصفها من معارك الفتح الحاسمة في بلاد الشام، وقد رأى أنها فتحت الطريق لتوغل المسلمين في مدن الشام، وكما رأى أن قدوم خالد بن الوليد إلى الشام إنما كان لإدارة دفة معركة اليرموك وليس أجنادين، وقد كان المسلمون في الشام في حاجة إلى قيادة ذات خبرة وحنكة وقدرة على التخطيط العسكري لقتال الروم، الأمر الذي جعل أبا بكر يفكر في إسناد القيادة إلى خالد الذي تتوافر فيه عناصر القيادة المطلوبة، ونقل البسوي وابن عساكر عن عروة ما ذكره أنه لما توفي أبو بكر واستخلف عمر نزع خالدًا وأمّر أبا عبيدة واستعمله على جند خالد، وجاء في تاريخ عمر بن الخطاب ما يؤيد أن معركة اليرموك قد وقعت سنة 13هـ، فكان أول فتح أتاه اليرموك على عشرين ليلة من وفاة أبي بكر، ونقل عن ابن إسحاق أن الصحابة قاتلوا بعد اليرموك أجنادين ثم فحل ، واستدل الكاتب مما ورد على وقوع معركة أجنادين بعد معركة اليرموك سنة 15هـ، وأجنادين تقع بين الرملة وبيت جبرين من أرض فلسطين وكان يقيم فيها ملك الروم، وكان من الطبيعي أن تكون اليرموك أولاً ثم التقدم إلى أجنادين بعد ذلك لأن طبيعة الفتح ومجريات الأحداث تقتضي ذلك، وبذلك تكون وقعة أجنادين في عهد عمر بن الخطاب، ويؤيد ذلك ما ذكره موسى بن عقبة، والبخاري، وابن أبي حاتم الرازي، وابن حجر، ومن ثم تمكن المسلمون من التقدم صوب بيت المقدس، أما في معركة اليرموك فكان التقدم لجيوش المسلمين إلى دمشق كما يؤيد ذلك ما ورد في تاريخ الرسل والملوك و البداية والنهاية. وانتهى الكاتب إلى أن معركة اليرموك قد وقعت سنة 13هـ وفتحت للمسلمين أبواب الشام.
|