تتنـاول الدراســة العلاقــة الأدبية بين ابن مشرف في حكاياته الخرافية الشعرية، وابن المقفع في كليلة ودمنة، مع التركيز على ملامح الهيكل العام للحكاية عندهما وتحديد المضامين التي استهدفها كل منهما. واستخدم الباحث أسلوب الموازنة بين الكاتبين، وقد رجع إلى ديوان الصادح والباغم لابن الهبارية، وديوان أحمد بن مشرف، وكتاب كليلة ودمنة لابن المقفع، والشوقيات لأحمد شوقي، فضلاً عن الدراسات المنشورة عن الحكايات. والحكاية المبحوثة هي الواردة على ألسنة الحيوانات والطير. وقد وجد الباحث أن أحمد بن مشرف قد استقى مادته الخرافية من كليلة ودمنة، وذلك عند موازنة " حكاية الفأر والحمامة" له مع حكاية "الحمامة المطوقة " في كليلة ودمنة، ولكن ابن مشرف لم ينقل عن كليلة ودمنة نقلاً حرفيًا عقيمًا، بل تصرف في مادة الحكاية ووظفها. وعدّ الباحث أحمد بن مشرف رائدًا للحكاية الخرافية في الشعر العربي الحديث. وقد ناقش بنية الحكاية في نص ابن مشرف ونص ابن المقفع للحكايتين المذكورتين آنفًا، وساق شواهد مختارة منهما وضّحت هيكلاً واحدًا للحكاية عند الكاتبين. وتشمل عناصر الهيكل مقدمة بسطت المقولة التي أريد أن يعبر عنها من خلال الحكاية الخرافية، ثم المتن الذي يمثل نص الحكاية، والخاتمة التي توظَّف لتأكيد المقولة أو الموعظة المقصودة وتقريرها، كما أن المغزى كان واحدًا في الحكايتين. وخلصت الدراسة إلى أن أحمد بن مشرف رجع إلى مصادر التراث وبخاصة كليلة ودمنة، واستلهمها مضمونًا وشكلاً فنيًا ومغزى، وكانت له إضافاته المعبرة عن رؤى معينة تبرز شخصيته.
|