دراسة وصفية لمضمون مسلسلات الرسوم المتحركة المدبلجة مع الأخذ في الحسبان للشكل الفني الذي يقدم من خلاله المضمون، وماهية القيم التي تقدمها هذه المسلسلات ومدى إسهامها في البناء القيمي للطفل وتنشئته الاجتماعية، وبخاصة وأنها قد أنتجت في دول أجنبية ذات بيئات مختلفة عن البيئة السعودية.
وناقشت الدراسة فروضًا ثلاثة وهي : أن القيم الضارة التي وردت في سياق مسلسلات الرسوم المتحركة تفوق في مجملها القيم المفيدة الواردة في السياق نفسه، وأن القيم الضارة التي وردت ضمن سياق مسلسلات الرسوم المتحركة ينبغي ألا تبث ضمن القيم الضرورية للتنشئة الاجتماعية الصحيحة للطفل السعودي، وأن الشكل الفني الذي قدمت من خلاله مسلسلات الرسوم المتحركة يخدم تقديم القيم الضارة بشكل أفضل من القيم المفيدة. وهدفت الدراسة إلى تصوير خصائص عينة من مسلسلات الرسوم المتحركة المقدمة من خلال التليفزيون وتحليلها وتقويمها للحصول على معلومات كافية ودقيقة لقياس مدى صحة فروض الدراسة، واعتمدت الدراسة على تحليل مضمون المسلسلات وشكلها ومدى ارتباطها بالواقع الاجتماعي للطفل السعودي وتنشئته الاجتماعية. وقد توصل إلى تفوق القيم الضارة على القيم المفيدة الواردة ضمن السياق، مما يشير إلى غياب الرقابة الواعية لما يقدم من برامج تلفزيونية لأطفالنا، وغياب الاختيار الدقيق لها بما يتناسب مع أهميتها وأثرها في التنشئة الاجتماعية للطفل السعودي، ووُجد أن قيم حب الخير والجد في العمل قد جاءت على رأس سلّم القيم المفيدة، كما وُجد أن القيم الضارة المطروحة تتعارض مع القيم الواجبة للتنشئة الإسلامية للطفل السعودي، ووجد أن الشكل الفني لمقدمة المسلسلات قد اتصف بالتركيز على الشخصية الرئيسة، وقد استخدمت فيه اللقطات المكبرة كثيرًا للتعبير عن العنف. وانتهت الدراسة إلى التوصية بإعداد مسلسلات الأطفال التلفزيونية محليًا باللغة العربية بما يخدم بثّ القيم المفيدة.
|