دراسة تاريخية تتناول ما ذكر عن اشتراك المصريين في حرب السعوديين في النصف الأول من القرن الثالث عشر للهجرة، وهدف كاتبها إلى بيان هوية الجنود الذين أرسلوا في الحملات العسكرية المصرية الموجهة ضد الدولة السعودية، وقد رجع للمصادر التي تناولت تاريخ نجد ومصر والدولة العثمانية في الفترة المدروسة، ومهد بتفصيل أحوال مصر في العقود الثلاثة الأولى من القرن الثالث عشر للهجرة، فأشار إلى أن محمد علي تولى حكم مصر سنة 1220هـ، وصدر إليه تكليف فيما بعد من السلطان العثماني للخروج بعساكر لمحاربة السعوديين، وقد فكر في إرسال المماليك في تلك الحملة للتخلص منهم بيد أنهم رفضوا، وسجل الجبرتي معلومات حول القوات التي تقرّر بعدئذ أن تسير لمقاتلة السعوديين سنة 1226هـ، وذكر تكوينهم من "أرنؤد، وأتراك، وسجمان وهم كثيرون مختلطون، وأتباع طوسون باشا وأغواته"، وعيّن الفقهاء الذين سيرافقونهم كالشيخ محمد المهدي من الشافعية، ومن الحنفية الشيخ أحمد الطحاوي، وشيخ حنبلي وصل من ناحية الشام، ثم أشار الجبرتي إلى هزيمة جيش طوسون في الجديدة في ذي القعدة سنة 1226هـ، وهروب جنوده إلى السفن في البريك وينبع البحر والمويلح، ومعاودة حاكم مصر التخطيط للمسير إلى الحجاز، وذكر الباحث أن طوسون وعساكره دخلوا مكة سنة 1228هـ، وفي سنة 1229هـ أقبلت عساكر كثيرة من مصر بالبحر واستولوا على القنفدة، ثم هاجمها طامي بن شعيب وهزمها فيها، ثم تابع تفاصيل مسيرة الحملة المصرية حتى وصول قواتها إلى الدرعية سنة 1233هـ، ورأى أن ما ساقه الجبرتي، وابن بشر من تفاصيل عن الحملة المصرية يدل على أن جنود الحملة كانوا من أقوام مختلفة، وأما ما ذكره الجبرتي عن المصريين المشاركين في الحملة فكانوا في رأي الكاتب "حفنة قليلة من أرباب الحرف المنزوعين قسرًا من صنائعهم، ومن المتطوعين من الفلاحين والصعايدة من عمال العمائر مِمَّن ضاق بهم العيش .
|