"وسط وشرقي الجزيرة العربية منطقتان نادرا ما زارهما رحالة أوربيون. من بين النساء هناك امرأتان أوربيتان فقط (السيدة رندل هي المرأة الثانية) تمكنتا من عبور الجزيرة العربية من البحر إلى البحر، وأقامتا في الأحساء والرياض، وبدعوة من الملك عبد العزيز، تمكنت السيدة رندل من أن تصطحب زوجها في ربيع عام 1355م في هذه الرحلة المثيرة". لقد اكتسبت المملكة العربية السعودية وحدتها وأهميتها السياسية من رجل واحد عبقري هو الملك عبد العزيز آل سعود، الذي كتب تاريخه أناس أكفاء غيري. فمنذ أن كان لا حول له ولا قوة في منفاه في الكويت منذ 1891م (1308هـ)(3)، نجح بالتدريج في أن فرض سيادته على معظم أرجاء الجزيرة العربية التي تشح فيها الأمطار، وتخلو من الأنهار، والتي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة، وفيها الأماكن المقدسة التي يتوجه إليها المسلمون كل عام (في موسم الحج). هذا فضلا عن موقعها في الطريق إلى الشرق. حين تسير على أرض المملكة العربية السعودية فإنك سوف تدخل عالمين: عالم قديم وآخر جديد. فعالمها القديم يتمثل في فلسفتها الاجتماعية التي ما تزال منتمية إلى العصور الماضية. وعالمها الجديد ناتج من أنها دولة كبيرة الحجم من مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى. ففي شهر المحرم 1355هـ الموافق مارس 1936م، نزلنا في العقير حيث كانت السيارات تنتظرنا.
|