اسمه عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، وغالبًا ما يختصره المراسلون - ليكون ملائمًا - إلى ابن سعود، ويعني المتحدر من سلالة الأسرة السعودية، ومع أنه الآن في الخامسة والخمسين من عمره، فإنه مؤسس الدولة السعودية الحديثة وسيّدها. وعلى وشك تحقيق ما لم يستطعه أي أمير عربي آخر - على الأقل في العصر الحاضر - وهو توحيد معظم شعوب الجزيرة العربية تحت نظام سياسي واحد. وتكاد سيرته في رومنسيتها وحيويتها أن تكون كما لو أنه قد خرج من صفحات ألف ليلة وليلة. وبغض النظر عن قيام المملكة أو سقوطها، فقد صار تقريبًا شخصية أسطورية ستشعِلُ مغامراته خيال الأجيال القادمة من رواة الحكايات. وسوف يكون ابن سعود شخصية تاريخية؛ لأن سيرته مزيج عربي للموضوع الشائق والشائع عن شاب طموح مصمّم، يصعدُ إلى المجد والقوة متحديًا العقبات الهائلة. فحينما ولد في سنة 1880م (1297هـ)(1) كان ابنًا لوالدين يعيشان في المنفى ولا يملكان بيتًا ولا أرضًا. وما كان لأحد أنْ يراهن حتى ولو بتينة على مستقبله. وحتى حينما سيطر على إحدى المدن لم يؤخذ مأخذًا جديًا. ثم صار سلطانًا لنجد. ويجزم الخبراء في شؤون الشرق الأدنى أنه لن يتوسَع. إلا أن الخبراء الأجانب أخطؤوا، وكذلك أخطأ أعداؤه. فاليوم صار ابن سعود ملكًا على الجزيرة العربية الموحدة، بملايينها الخمسة ومساحتها التي تزيد على مساحات فرنسا وألمانيا وبلجيكا وسويسرا ولكسمبورج مجتمعة.
|