لا يختلف اثنان في أن الملك فيصل بن عبدالعزيز- رحمه الله - كان واحدًا من أهم دعائم الدولة السعودية المعاصرة المبنية على أسس حديثة. وهو في ذلك يعد مواصلاً للمسيرة الخيِّرة المباركة التي كان قد بدأها والده الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، ثم أخوه الملك سعود، وكان فارس التنمية الحقيقي، ورائد التقدم والبناء الحضاري المعاصر لهذه البلاد؛ فقد كان له عناية كبيرة واهتمام بالغ بمختلف المعطيات الضرورية لبناء وتنمية المجتمع السعودي المسلم، بما له من الرؤية الثاقبة والبصيرة النافذة، وشاهد ذلك خطبه وأحاديثه عامة، رحمه الله، فلها أهمية خاصة في تحقيق ذلك الشأن، رغم أنه كان قليل الكلام، وهو ما يشير إليه أحد الكتَّاب بقوله في وصف الملك فيصل: "يتميز جلالة الفيصل بالصدق والرغبة الأكيدة في نشر الخير، وهو نزر الكلام، ويزنه وزنًا قبل النطق به، يسبق عقله الراجح كلامه، ولم يكن ممن يسبق لسانه عقله"
|