موضوع المقالة "هو الفن التشكيلي الذي يعبّر فيه الفنان عن انفعالاته، وأحاسيسه، وعواطفه، وخبراته في الحياة في قالب تشكيلي يؤدي فيه الانسجام عملاً رئيسًا ليلائم بين الخطوط، والمساحات، والألوان، وأنواع التوافق، والتباين والاتزان التي تعكس صلة الإنسان بالكون وإدراكه لقيمته"، وتركّز الكاتبة على فن الزخرفة عند المسلمين، وتهدف إلى بحث أثر العقيدة الإسلامية فيه، وقد رجعت إلى القرآن الكريم، والحديث الشريف، ثم إلى المصادر التي تناولت العمارة والفنون الزخرفية عند المسلمين، وأثر العروبة والإسلام فيها، وقد استهلت دراستها بتوضيح معنى "الفن" الذي هو تعبير إنساني عن الأحاسيس المتنوعة تجاه الكون البديع مهما كانت وسيلة ذلك التعبير، ثم تناولت مكانة الفن في الإسلام، وكذلك الإنسان المسلم وأثره في الفن، ثم تطرّقت إلى موقف المستشرقين من تسمية فن المسلمين، حيث أطلقوا عليه "الفن العربي" وَ "الفن الشرقي" وَ "الفن المغربي"، وقد أشارت إلى ما تحمله هذه المصطلحات من دلالات سلبية، ثم ناقشت خصائص الفن عند المسلمين ومن أهمها أنه فن زخرفي، لأن المسلمين استخدموا الزخرفة عنصرًا بارزًا مميّزًا من بين عناصره لتجميل الحياة والاستمتاع بزينتها في نطاق مبادئ الإسلام، كما أن من خصائصه أنّ الوحدة العامة طابع للزخارف عند المسلمين، أي أن زخارف الفن الإسلامي قد تميّزت بخصائص عامة واحدة تطبعها بطابع واحد، ويرجع تفسير هذه الوحدة إلى وحدة العقيدة والإيمان بالله ــ سبحانه وتعالى ــ أولاً، ثم إلى وحدة الحضارة واللغة والثقافة المنبثقة عنها، ثم أن زخارف المسلمين استجابة لوجوب نظرتهم التأملية في الكون، حيث حفلت بالأشكال النباتية المستوحاة من الطبيعة، والعدول عن مضاهاة ما فيه روح استجابةً لدينهم، إذْ "إن أشد الناس عذابًا الذين يضاهون بخلق الله" كما قال عليه الصلاة والسلام، ثم تحدثت الكاتبة عن الزخارف الهندسية، وخطوط المصاحف، والبساطة بوجه عام في فنون المسلمين.
|