مقالة عن تاريخ المملكة العربية السعودية المعاصر، عرض كاتبها فيها سيرة مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ وجهوده على مدى ثلاثين عامًا لجمع أطرافها وتوحيدها. وقد استهل بالحديث عن حياة الملك عبدالعزيز، ومولده في قصر الإمارة بالرياض في التاسع عشر من شهر ذي الحجة سنة 1297هـ، الموافق للخامس من ديسمبر سنة 1880م، ونشأته، وتعلمه الفروسية وفنون الحرب والقتال، وكذلك القراءة والكتابة، وقد أورد أنه قرأ القرآن الكريم، وتلقى أصول الفقه والتوحيد على الشيخ عبدالله بن عبداللطيف، ورحل إلى الكويت مع والده ولم يكن قد تجاوز الحادية عشرة من عمره، وقد شارك مع والده وحاكم الكويت في الدفاع عنها ضد مخاطر عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، وتطلعاته للسيطرة عليها، ثم تتبع الكاتب مسيرة الملك عبدالعزيز من الكويت متجهًا صوب الرياض، فذكر أنه دخلها ورجاله في الخامس من شوال من سنة 1319هـ وبويع بالإمارة، ثم بعث لوالده موجهًا الدعوة له بالعودة، ويصل الوالد، ويعلن في ساحة المسجد الكبير بالرياض نزوله عن الحكم لأكبر أبنائه عبدالعزيز، ويهديه سيف "سعود الكبير"، وكانت خطوته التالية توحيد نجد، ثم فتح الأحساء، وأُرغم العثمانيون على الاعتراف الرسمي بعبدالعزيز ملكًا على نجد والقصيم والأحساء، وبدأت بريطانيا اتصالاتها به، وعقدت معه معاهدة العقير سنة 1334هـ/ 1915م، ومن مضامين هذه المعاهدة الاعتراف بسيادة الدولة السعودية، وضمان مساعدة بريطانيا في أي مواجهة لقوات العثمانيين، ووقع الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت أيضًا اتفاقًا للصلح وإقامة المنطقة المحايدة، فكان ذلك بمثابة تأمين للحدود الشرقية، ثم استولى على حائل سنة 1340هـ، وفي سنة 1343هـ دخل الملك عبدالعزيز مكة المكرمة، وفي سنة 1344هـ دخل محمد بن عبدالعزيز المدينة المنورة، واستقبلت جدة في الأسبوع الأول من 1344هـ الملك عبدالعزيز وبايعه أهلها ملكًا على الحجاز على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما عليه أصحابه رضوان الله عليهم والسلف الصالح، وفي سنة 1351هـ/ 1932م توحدت الحجاز وعسير ونجد لتصبح المملكة العربية السعودية.
|