دراسة للفاصلة ومواقعها ودلالاتها وأقسامها في القرآن الكريم، وهدف كاتبها إلى توضيح استخداماتها وعلاقاتها بالسجع والوقف وأداء المعنى، وقد رجع إلى مراجع علوم القرآن وأساليبه وإعجازه، ومهد بتناول نزول القرآن والسور المكية والسور المدنية، وخواتيم آياتها مثلاً بحرف الألف كما في سورة الإسراء، والفرقان، والأحزاب، أو بحرف النون كما في سورة المنافقين، أو بحرف اللام كما في سورة الفيل، أو بحرف السين كما في سورة الناس، وقد كثر مجيء الفواصل على بعض الأحرف كالنون، وقلّ مجيئها على بعض الأحرف كالشين. ثم تناول الفاصلة والسجع وقال بأن الفاصلة تقع عند الاستراحة في الخطاب لتحسين الكلام بها، وأسميت فاصلة لأنه ينفصل عندها الكلامان، لأن آخر الآية فصل بينها وبين ما بعدها، ولعل هذا مأخوذ من قوله تبارك وتعالى: ( كتاب أحكمت أياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) أولا يجوز تسمية الفواصل بالقوافي لأن القوافي تكون في الشعر وكلام الخالق -تعالى- ليس بالشعر، والفاصلة تكون مقاطع الكلام فيها متقاربة في الحروف كالنون والميم في قوله تعالى: ( الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين )، فأما السجع فتكون مقاطع الكلام فيه متحدة في الحروف، وعلى هذا فالفواصل أعم من السجع، وقد تكون سجعًا تتحد فيه حروف المقاطع، أو مجرد فواصل تتقارب فيها حروف المقاطع، والفواصل تابعة للمعاني وهي تُبنى على الوقف، ثم عرض إلى تقسيم الفواصل إلى متوازية، ومطرفة، ومتوازنة، وتناول أثر الفاصلة في نسق الكلام واعتدال المقاطع، وخلص إلى أن الفاصلة لها علاقة وثيقة بما قبلها من نص الآية، وبها يتم المعنى ويزداد وضوحًا وجلاءً.
|