دراسة تاريخية للنشاط البرتغالي التجاري والعسكري في البحر الأحمر، وهدف الكاتب منها تتبع تاريخ هذا النشاط ومظاهره وآثاره، ورجع إلى المصادر والدراسات والمخطوطات المتصلة بتاريخ مصر وبلدان حوض البحر الأحمر في عهد المماليك والعصر العثماني، وقد مهّد بالحديث عن حركة التجارة بين أوروبا وموانئ البحرين الأبيض المتوسط، والأحمر، وأشار إلى أن تجار البندقية كانوا يتولون في القرن الثالث عشر نقل البضائع والسلع إلى أوروبا، وكان يحكم البرتغال أسرة إيفيز الملكية النصرانية المتعصبة التي كانت تعمل لنشر النصرانية في الأراضي الإسلامية، فاستولى البرتغاليون على سبتة 1415م، وعملوا على استكشاف طريق إلى الهند لا يمر بالأراضي الإسلامية، ونجحوا في ذلك سنة 1498م، وحاولوا القضاء كليًا على حركة التجارة الشرقية بين الهند والبحر الأحمر، فتأثرت التجارة في ميناء عدن والموانئ المصرية، وبدأ السلطان المصري يعدّ العدة لوقف خطرهم وإنقاذ الاقتصاد المصري، فأرسل حملة سنة 1505م لدعم الحكم المملوكي في منطقة البحر الأحمر وتحصين سواحله بعد إعلان البرتغاليين عن عزمهم على مهاجمة المدن المقدسة في الحجاز وتخريبها، وبني سورًا على سواحل جدة، واستولى على سواكن وأقام فيها الاستحكامات، وتوجه الأسطول إلى الهند واشتبك مع الأسطول البرتغالي، وانتصر الأسطول المصري، وهزم أسطول برتغالي آخر من ثمان سفن سنة 1508م، ثم هاجمت السفن البرتغالية الأسطول المصري سنة 1509م وتغلبت عليه، وعمل البرتغاليون فيما بعد على تشديد حصارهم لحركة التجارة في الخليج العربي والبحر الأحمر، وراقبت سفنهم مدخل البحر الأحمر لمنع السفن الإسلامية من الدخول أو الخروج، واستولوا على جزيرة قمران سنة 1517م ودمّروا ما فيها وقتلوا من وجدوا من سكانها وأحرقوا نخيلها، وحاولوا الاقتراب من جدة فلم يفلحوا، ووجهوا حملة أخرى سنة 1520م إلى مداخل البحر الأحمر، للاستيلاء على جدة، ثم الاتصال بالحبشة والاتفاق معهم للقضاء على نفوذ المسلمين في البحر الأحمر ففشلوا في الوصول إلى جدة، وخلص الكاتب إلى فشل البرتغاليين الحاقدين في تحقيق هدفهم في القضاء على نفوذ المسلمين في البحر الأحمر وتدمير الأماكن المقدسة لوقوف المماليك ومن بعدهم الأتراك في مواجهتهم وتراجع الأحباش عن معاضدتهم تخوفًا من أهدافهم
|