تناولت المقالة وضع خطوط الحدود لدولة [إسرائيل] باستمرار لصالح توسيعها، وهدف الباحث إلى تتبع ما طرأ على حدود فلسطين من تطورات منذ الحرب العالمية الأولى، أي عقب انسلاخها عن الدولة العثمانية، وقد رجع إلى الوثائق والدراسات التاريخية والقانونية والسياسية حول فلسطين والقضية الفلسطينية، واستهل بعرض موجز لجغرافية فلسطين، وتوضيح هويتها العربية الإسلامية منذ سنة 636م، وبيان ظروف إصدار وعد بلفور في 2/ 11/ 1917م بتعهد بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وبذل جهودها لتحقيق ذلك، وقد ذكر أنه مع انتهاء الحرب العالمية الأولى احتلت بريطانيا فلسطين وأخذت تنفذ ما وعدت به الصهيونيين، وأعلن صك الانتداب على فلسطين في 6/7/1921، وأقرت عصبة الأمم صك الانتداب كما اقترحته الجمعية الصهيونية على بريطانيا دون تعديل، وقد أُشير في مقدمته إلى وعد بلفور وموافقة دول الحلفاء على إنشاء الوطن القومي اليهودي ومسؤولية الدولة المنتدبة في إنشائه، وأوضح سبل تهويد فلسطين، والتخلص من أهلها، والاعتراف بوجود وكالة يهودية في فلسطين تسدي المشورة إلى إدارة فلسطين في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، والاستيلاء على الأراضي الأميرية والأراضي الموات، وتسهيل اكتساب الجنسية الفلسطينية لليهود وأن تكون الإنجليزية والعربية والعبرية لغات فلسطين الرسمية، وطالب اليهود أن تضم فلسطين شرق الأردن وجنوب لبنان وجنوب غرب سوريا وسيناء، غير أن اتفاقية سايكس - بيكو عدت فلسطين بأنها الواقعة ما بين نهر الأردن وساحل البحر المتوسط، وتحت الضغط الصهيوني عدل المحتلون البريطانيون خطوط حدود فلسطين مرات، وتتبع الباحث تعديل الحدود سنة 1919 وما بعدها، وإجراءات بريطانيا لتهويد فلسطين، وتشريد معظم سكانها، وسرقة أراضيهم وأملاكهم، وتسليح اليهود وتمكينهم من قيام دولة لهم في 15/5/1948، وتناول توسع الكيان الصهيوني منذ أواخر الأربعينات إلى قبيل نهاية السبعينات حين احتلت قواته جزءًا من جنوب لبنان، وخلص إلى أن الكيان الصهيوني كيان عدواني توسعي ولا يحترم المواثيق الدولية ولا حقوق الإنسان ولا بد من مواجهته بالقوة لإحقاق الحق.
|