تناول الكاتب أثر الدعوة السلفية التي نهض بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب في حركة الإصلاح الديني والاجتماعي التي بدأت في مصر في الربع الأخير من القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، على يد الشيخ محمد عبده وتلاميذه، وهدف الكاتب إلى بيان أبعاد هذا التأثير ومظاهره وقرائنه، وقد رجع إلى القرآن الكريم، ثم إلى مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ محمد عبده، والكتب التي تناولت الشيخين وفكرهما، يضاف إلى ذلك المصادر التاريخية عن العالم العربي الحديث.
وقد استهل بالحديث عن انطلاقة الدعوة السلفية وغايتها والمبادئ التي ارتكزت عليها، وأولها التوحيد، وأشار إلى أن الشيخ ابن عبدالوهاب اعتمد في دعوته إلى التوحيد على الأدلة من القرآن، والأحاديث النبوية الشريفة، وبالإضافة إلى آثار السلف الصالح، وأوضح أن الشيخ محمد عبده قد تأثر بأفكار الدعوة السلفية، وأخذ يدعو تلاميذه والناس عامة إلى معرفة معنى التوحيد وأصوله معتمدًا تقريبًا على نفس الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية التي اعتمد عليها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وقال: إن القرآن الكريم قد نصّ على أن دين الله في جميع الأزمان هو إفراده بالربوبية والاستسلام له وحده بالعبودية وطاعته فيما أمر به ونهى عنه مما هو مصلحة للبشر وعماد لسعادتهم في الدنيا والآخرة. ووضع الشيخ محمد عبده كتابه "رسالة التوحيد" ووجد الكاتب في تناوله قرينة قوية على تأثره بالشيخ محمد بن عبدالوهاب؛ ثم عالج الكاتب مسألة الدعوة إلى فتح باب الاجتهاد، حيث دعا الشيخ ابن عبدالوهاب إلى الاجتهاد الذي لا يخالف القرآن والسنة وآثار السلف، فلما جاء الشيخ محمد عبده تأثر بهذه الأفكار، وأخذ يدعو في رسائله وأعماله إلى إعمال العقل والاجتهاد لفهم النص القرآني، وفي الربع الأول من القرن العشرين كان تلميذه الشيخ محمد رضا يكتب عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأثره في الدعوة إلى تخليص تعاليم الإسلام مما علّق بها من شوائب وأنه كان "مجددًا للإسلام في بلاد نجد بإرجاع أهله عن الشرك والبدع التي فشت فيهم إلى التوحيد...". وخلص الكاتب إلى أن حركة الإصلاح السلفي في مصر كانت متأثرة بالدعوة السلفية
|