تناولت المقالة شعر الحكمة عند ابن المقرب، وهدف كاتبها إلى دراسة استخدام أبيات الحكم وأنواع الحكم في شعره، ورجع إلى ديوان ابن المقرب، وإلى بعض كتب النقد الأدبي. واستهلّ بتوضيح أبيات الحكمة التي قد ترسل المثل أو المثلين في البيت الواحد، بل قد لا يخلو بيت في القصيدة الجامعة من حكمة وموعظة، ثم نظر في شعر الحكمة عند ابن المقرب، وأشار إلى أنه لم تُؤسس قصيدة واحدة في ديوانه على الحكمة؛ لأنها من الأغراض الفرعية دائمًا، لكنها بطنت معظم موضوعاته وأكثر أغراضه، وقد تراوحت بين القلة والكثرة في القصيدة الواحدة، وقد قرأ قصائد الديوان وحدد رقم كل قصيدة وعدد أبيات الحكمة فيها، ثم نظر في الحكم بغية تصنيفها وردها إلى مصادرها التي أوحت بها وساعدت عليها، ووضع الحكم في الفئات الآتية: الحكم السياسية التي تدعم مذهب القوة، وهو مذهب دان به ابن المقرب، ورآه مخرجًا له وللدولة العيونية مما انزلقت إليه وتردت فيه من تخاذل وضعف، وقد استمدها من واقعه وواقع دولته، ونجد ابن المقرب في هذه الحكم يطِبّ لنفسه ولقومه أن يكونوا أقوياء غير رحماء، يخشى الناس بأسهم؛ ثم حكم المسالمة والموادعة، أنطقه بها الجماعة التي تستنّ في تشريعها سننًا حميدة، وتضع لكل سلوك فردي أو جماعي معيارًا يضبطه ويحدد قيمته، ثم الحكم المستمدة من التكوين النفسي للشاعر، وهو تكوين طبقي، لحمته أنه أمير وسداه أنه فقير مضطهد، فهذه الحكم حديث نفس أو ثورة نفس عزيزة مهتضمة، وابن المقرب يبدو فيها صاحب أنفة، ورجل فكر؛ ثم الحكم المستمدة من التراث الذي تمثله وهضمه وصاغه صياغة جديدة، وهذه الحكم كثيرة. ولا تمضي الحكمة خالصة بل تأتي ممتزجة بشجاعة الشاعر ونقده اللاذع لمجتمعه. وخلص الكاتب إلى أن الحكم في شعر ابن المقرب تحتاج إلى دراسة مستفيضة.
|