دراسة لسيرة الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي قدم مثلاً عاليًا في الجندية والسياسة والحكم؛ فقد كان الساعد القوي لوالده الملك عبدالعزيز في مساعيه لتأسيس الدولة السعودية الحديثة سنة ألف وتسع مئة وواحد وثلاثين، وفي إقامة الدولة الفتية، وبناء قوتها السياسية والاقتصادية بكيانها الموحّد؛ ودلّ على شخصيته المميّزة قولة الملك عبدالعزيز فيه: "تمنيتُ لو كان لدي ثلاثة من طراز فيصل"؛ لقد قاد وهو دون العشرين جيشًا من خمسة وأربعين ألف جندي سنة 1925م في معارك إنشاء المملكة، وكان فيما بعد نائب الملك في الحجاز سنة 1926م، ورئيس مجلس الشورى سنة 1927م، وكان وزير خارجية الدولة سنة 1929م، وظل يحتفظ بهذا المنصب علاوة على كونه رئيسًا للوزراء وملكًا إلى أن اختاره الله إلى جواره؛ ويُعدّ واضع قواعد العلاقات السعودية عربيًا وإسلاميًا ودوليًا، فكان بحق ملك السعودية قبل ولاية عرشها في خريف سنة 1964م؛ ثم تحدث الكاتب عن دور الفيصل العربي ودعم التضامن العربي والعمل العربي المشترك، خاصة منذ قيام جامعة الدول العربية في ربيع سنة 1945م، حتى انعقاد مؤتمر القمة العربي بالرباط في خريف سنة 1974م؛ لقد آمن بضرورة التعاون الدولي الحر والسلام العالمي العادل بوحي من تعاليم ديننا، وتقاليدنا العربية الأصيلة، وكانت ركائز سياسته العربية التعاون إلى أقصى الحدود مع الدول العربية الشقيقة، وتنفيذ مقررات القمة العربية، والسعي إلى تحرير جميع أجزاء الوطن العربي؛ وأكّد الفيصل على أن التضامن الإسلامي قوة للتضامن العربي، وأنه دعامة للنضال العربي العادل لتحرير الأرض العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، وفي استعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وكان يرى أن العروبة والإسلام متكاملان، وكان يتمثل بقولة عمر الفاروق التالية مؤمنًا بما فيها: "نحن - العرب - قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله؛ رحم الله فيصلاً، لقد كان عظيمًا في حياته، وفي مواقفه العربية والإسلامية والدولية.
|