دراسة ببليوجرافية لمصادر كتاب المزهر في علوم اللغة وأنواعها، للتعريف بهذه المصادر وموضوعاتها ومنهجية السيوطي في الأخذ عنها، وقد استندت إلى بحث محتويات كتاب المزهر، واستهلها الكاتب بتوضيح أهمية الكتاب وشهرته بين كتب السيوطي اللغوية، حيث جمع فيه حصاد الفكر اللغوي لسابقيه الذين كتبوا حول أصل اللغة، ونشأتها، ومعرفة الفصيح والمطرد، والشاذ والنادر، والمعرّب والمولّد من الألفاظ، وخصائص العربية في ظواهر الاشتقاق، والحقيقة، والمجاز، والتضاد، والترادف، والاشتراك اللفظي، والإتباع، والإبدال، والقلب، والنحت، والمثنى، والمكنى، والمبني، وغير ذلك من المباحث اللغوية. وقد بلغت مصادر السيوطي في المزهر مئتي مصدر يعود أقدمها إلى القرن الثاني الهجري كالعين للخليل بن أحمد الفراهيدي، وأحدثها إلى الفيروز آبادي. واتبع السيوطي منهجًا محددًا في النقل عن المصادر، فنقل أكثر ما في كتاب الإبدال لابن السكيت، ونقل عن الفيرز آبادي ما ذكره من أسماء العسل، ثم استكمل تغطية ما لم يغطه الفيروز آبادي من أمالي القالي، وأمالي الزجاجي، ونقل السيوطي أحيانًا فصولاً كاملة من مصادره كما فعل في نقل مادة الفصلين الرابع والخامس من كتاب لمع الأدلة لأبي البركات بن الأنباري، وقد يلخص السيوطي من مصادره ما يعنيه كما فعل عند تلخيصه "مراتب النحويين" لأبي الطيب اللغوي في عشرين صفحة، حيث قال: "انتهى كلام أبي الطيب في كتاب مراتب النحويين ملخصًا"، وقد نثر السيوطي كثيرًا من مسائل الصاحبي لابن فارس، والخصائص لابن جني في المزهر، فنقل عن الأول ست صفحات كاملة وقال: "هذا كله كلام ابن فارس"، ومن نقله المطوّل نقله رسالة في نحو ثلاثين صفحة من ديوان رسائل الشريف أبي القاسم علي بن الحسين المصري في الألغاز اللغوية. وتنقسم مصادر السيوطي إلى خمسة عشر نوعًا بيّنها الكاتب منها مثلاً كتب فقه اللغة، والمعاجم، وكتب النحو، والصرف، ومجاميع الشعر، والأمثال، وكتب الفقه، والتفسير، والحديث الشريف، وكتب الطبقات، وكتب التاريخ. وخلص الكاتب إلى أن السيوطي كان مؤلفًا مكثرًا وقارئًا وجامعًا عظيمًا، وأن كتابه المزهر يشهد له بغزارة علمه وسعة اطلاعه
|