هذه ترجمة للفصل الأول مما كتبه (موزل) بشأن أخلاق الرولة وعاداتهم وتصوراتهم واعتقاداتهم فيما يتصل بموضوعات مختلفة؛ فتطرّق إلى ما كانوا يتخيلونه من أنّ القمر له أثر في حياتهم، فهو يكثِّف أبخرة الماء، ويجذب السحب الممطرة، ويجلب المطر النافع إلى المرعى، ويتيح للنباتات المهمة للإبل أن تنمو، وكانوا يتصورون أن الشمس عندهم أنثى عقيم غيورة، أما القمر ففتى مبتهج نشط يقضي مع زوجة الشمس بعض الوقت، وللقمر والشمس عدو مشترك هو غولة "الحوتة" الشبيهة بالسمكة، والرولة غاضبون لأنه حتى الحوتة غير قادرة على تخليصهم من شرور الشمس القاتلة، والرولة حفيُّون بالقمر، وإذا رأوا الهلال رفعوا أيديهم إليه سائلين إياه أن يسلمهم في الشهر الذي هلّ؛ ويعتقدون أن الشر يحلّ في ديارهم بعد الليلة الثامنة عشرة من الشهر الذي حلّ، فاللصوص يجوسون خلال الحي ويخترق الأعداء المكان، ويحذرون بعضهم؛ وإن ظلام الليل البهيم ليفعم أفئدة الأرقين بالرهبة فيجأرون بالدعاء إلى الله أن يكفيهم شر الظلمة والظالمين؛ ويقسم البدو الزمن إلى فترتين: الليل عندما يحكم القمر، والنهار عندما تحكم الشمس؛ وليس تقسيم اليوم إلى ســاعات معروفًا لديهم. ويعتقـــدون أن الهــلال هو الذي يجلب المطر، وإذا أمطرت الســـماء بغزارة ابتهــج البـــدو، ويسمون زخة المطر التي تستمر قليلاً "الرهاشية أو المرهاش"، والمطـــر الوفير "هيملولا"، والمطر الكثير على منطقة واسعة «ديما»؛ وتبدأ ســــنة البدو مع أول مطـــر غزير بعد ظهور "سهيل" في أوائل أكتوبر، ويقسم البدو الأمطار إلى أنواع مثل الســـهيلاوي والشتوي والصيفي والثُّروي والصفري، كما يقســمون الربيع إلى ربيع الماش، وربيع الصفارى، وربيع الدِّمنة، وربيع النفجان، وربيع الطفحة.
|