تتناول المقالة إستراتيجية الدولة العثمانية في جزيرة العرب في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. ويستهدف الكاتب تحليلها، ومناقشة تطوراتها، وبحث موقف بريطانيا، وكذلك موقف أهل الأحساء والقبائل منها، وآثارها في الأحساء قبيل الحرب العالمية الأولى. وقد استُهل ببحث الإستراتيجية العثمانية في منطقة جزيرة العرب حيث اختطّت الدولة العثمانية سياسة لدعم نفوذها فيها في عهد السلطان عبدالعزيز (1861 - 1876م)، تجسّدت آثارها في مضاعفتها لحامياتها في الحجاز، وعسير، واليمن، والسواحل خاصة سواحل شرقي جزيرة العرب، وتعيينها لمدحت باشا على العراق، وجهودها لوقف تسلل النفوذ البريطاني لمنطقة الخليج العربي. وقد نفّذت الدولة العثمانية إستراتيجيتها في الأجزاء الغربية من جزيرة العرب قبل الأجزاء الشرقية منها، فأخذت ترسل الحملات العسكرية البحرية والبرية لتقوية نفوذها فيها. ثم نوقشت خطوات مدحت باشا، واستعداداته لاحتلال الأحساء، والتوجه إلى نجد. واستطاع العثمانيون بسط نفوذهم على الأحساء سنة 1288هـ/ 1871م، وأطلقت عليه إداريًا "سنجق نجد"، وكانت بريطانيا تراقب سياسة الدولة العثمانية وإجراءاتها. ووضح وضع الأحساء عقب سيطرة العثمانيين عليه، حيث ازدادت الضرائب المفروضة على السكان، وساد التذمر والسخط فيها ضد الإجراءات المالية للإدارة العثمانية واستغلالها وتسلطها. وإجمالاً فإن العثمانيين قد عالجوا الأوضاع في الأحساء بالقوة العسكرية، ولما ضعفت القوة العثمانية، قامت القبائل البدوية المقيمة في شرقي جزيرة العرب بالتصدي للقوافل التجارية وقوافل الحجيج، وكانت بريطانيا تقدم السلاح للقبائل في منطقة الخليج لإثارة الفتنة ومناهضة الحكم العثماني وإضعافه، ثم تناول الكاتب الاستراتيجية العثمانية في الأحساء قبيل الحرب العالمية الأولى، وتعيينها بزيع ابن عريمر من زعماء بني خالد، ثم ابنه مزيد من بعده واليًا على الأحساء، وضعف وجودها العسكري في الأحساء. ثم تناول حملة الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ـ على الأحساء، وضمه إلى الدولة السعودية سنة 1913م.
|