تناولت المقالة سيرة أظرف شعراء العربية في هذا القرن بلا منازع وهو الشاعر المغربي المراكشي الراحل محمد بن إبراهيم، شاعر الحمراء، وكان قد زار مصر في الثلاثينات وكانت له طرائف ممتعة، وله قصائد قصيرة ورباعيات في غاية الظرف ورقة الحس الفكاهي، وكان إذا هجا لا يهجو لمجرد الهجاء الصادر عن كراهية، بل كان هجاؤه ذكيًا، وهدفه النكتة والفكاهة، إلا ثقل الدم وتفاهة العقل فكان شعره الساخر ينصب على نقدهما. وكانت كل قصيدة من قصائده تكوّن وحدة متكاملة متماسكة، ولا تقوم على وحدة البيت، ولا يمكن الوصول فيها إلى بيت القصيد منها. وفي وصفه للرجل التافه الفارغ أجاد إجادة لم يأت بمثلها شاعر من العرب في جميع العصور، وقد شبه الشاعر المغربي ذلك النمط من الرجال بحيوان بليد، وكان في وصفه له يستهدف اصطياد النكتة في التشبيه، ولم يكن قصده الإهانة والتحقير، وفي ذلك يقول في رجل اسمه مفضّل: ظننت الحمار بليدًا فلما عرفت مفضّلاً غيّرت رأيي. وهناك قصائد ممتعة كثيرة للشاعر المغربي محمد بن إبراهيم، وقد طرق الشاعر فيها فنون الشعر العربي المختلفة مثل الغزل، والتصوف، والحكمة، والوصف، والإخوانيات بالإضافة إلى موضوع الفكاهة في الشعر والأدب الذي تعالجه هذه المقالة، وقد أُشير إلى أن الشاعر كان ينظم شعره الفكاهي للتنفيس عن ضيقه، وللتسلية والتذوق، لكن الكاتب أشار لتبرم الشاعر بقول مثل هذا الشعر، وانتهى إلى أن آثاره في الشعر الفكاهي والساخر تؤهله أن يكون أظرف شعراء زمانه.
|