تناول الكاتب مساهمات الكاتب الأمريكي (بايارد دودج) في دراسة التربية الإسلامية ومؤسساتها ونشاطها مستهدفًا توضيحها وتوثيقها. لقد عاش (دودج) في لبنان فترة طويلة وتوثقت صلاته بالبلاد العربية وثقافتها لفترة تزيد عن نصف قرن، وكان قد درس اللاهوت والآداب في جامعة كولومبيا، وترجع علاقته بالبلاد العربية إلى سنة 1339/ 1340هـ (1920- 1921م) عندما عين مديرًا لإغاثة الشرق الأدنى لسوريا وفلسطين عقب الحرب العالمية الأولى لإعانة سكان البلاد في التغلب على آثار الحرب، واستمر في عمله حتى سنة 1368هـ/ 1948م، وفي سنة 1952م-1953م تولى إدارة مؤتمر الثقافة الإسلامية في جامعة برنستون التي حاضر فيها بين 1372و1376هـ/ 1951-1956م، وعمل أستاذًا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة بين سنتي 1376و1379هـ/ 1956-1959م، ومن آثاره المهمة: فهرس النشاط الثقافي في القرون الأربعة الأولى من الهجرة مما ورد ذكره في فهرست ابن النديم، وحياة ابن النديم، وكتاب الفهرست لابن النديم، والتربية الأمريكية وجهود البعثات، وكتاب الأزهر في عيده الألفي، والتربية الإسلامية في العصور الوسطى، وتاريخ التربية في العالم العربي، ولعل من أهم مؤلفاته: التربية الإسلامية في العصور الوسطى الذي بحث فيه بدايات التعليم عند المسلمين، والمدارس الأولية والابتدائية، والتعليم والتدريب المهني، والتعليم العالي، واستخدام الورق، والترجمة والبحث، ودعم الدولة للتعليم، والكليات والمدارس والأربطة الصوفية، والمسجد والمدرسة، ومنهاج التعليم، وتطور مقرّرات التعليم ومناهجه التي شملت اللغة، والنحو والصرف، والبلاغة، والأدب، والتفسير، والقراءات، والحديث، والفقه، وعلم الكلام، والتصوف، والخلاصة أن (دودج) قد انتهى في دراسته للتربية الإسلامية إلى وجود ثقافة مزدهرة في الفترة المدروسة في العالم العربي والأندلس كان لها دورها في النهضة الأوروبية.
|