تتناول المقالة ظهور الإستراتيجية العسكرية في صدر الإسلام وارتقاءها ومظاهرها، وتفوقها. وتوضح الخلفية العقيدية والتاريخية للإستراتيجية العسكرية في عصر صدر الإسلام، وتحدد أهم خصائصها وتميّزها. واستشهد بالقرائن من آي الذكر الحكيم، وحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم. وقد مهّد بالحديث عن ولادة الإستراتيجية العسكرية الإسلامية وتفرّدها وتفوقها على الإستراتيجيات السابقة الفرعونية والبيزنطية.... ودرس تطبيقاتها ما بين غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة، ومعركة كاظمة في السنة العاشرة للهجرة، ثم ناقش أسباب القتال، وحرص الإسلام على السلام والبعد عن العدوان والظلم، وبيّن الحكمة من القتال وشرعيته، وعقيدة الجهاد في سبيل الله، وثواب الجهاد العظيم، والخصائص العسكرية والتربوية لعقيدة الجهاد. ثم تناول جوهر الإستراتيجية العسكرية في صدر الإسلام التي تستند إلى دعائم الإيمان الراسخ، والعقيدة القوية، والمقاتل الشجاع، والأهداف السامية. وتطرق إلى معالجة الركائز العسكرية لهذه الإستراتيجية، ومنها خفة حركة الفرسان المسلمين، وقدرتهم الفائقة على الالتفاف على أجناب العدو وتطويقه ثم الوصول إلى مؤخرته وعمقه، وإيقاع الارتباك والشلل في صفوفه، ومواجهته بروح معنوية عالية، وقدرة على التحمل والعيش والقتال في أصعب الظروف. ثم تناول الكاتب قضايا التنظيم والتسليح، ومبادئ الحرب التي راعتها جيوش الفتح الإسلامي، وخلص إلى تحديد الضوابط التي حكمت الإستراتيجية العسكرية في صدر الإسلام والمتصلة بفن إدارة الحرب، وإعداد الجيوش وتجهيزها وتوزيعها. وتنظيم سلسلة القيادة الإستراتيجية، ودراسة أحوال العدو قبل مواجهته، وخلص إلى بيان أهم خصائص الإستراتيجية العسكرية الإسلامية من حيث واقعيتها، وإنسانيتها، وأبعادها السِّلْمية والدفاعية والعقيدية.
|