سعت الدراسة إلى تقويم كيفية تفاعل الشباب مع وسائل الإعلام المطبوعة، والتحقق من الأسباب التي تدفعهم إلى قراءة الصحف والمجلات، وبحث مدى أهمية مضمون الوسائل المطبوعة بالنسبة إلى الشباب السعودي رجالاً ونساء، وتأثير دخل الأسرة والعمر في اختيارهم للمضمون، ومدى إسهام هذا المضمون في التعرف على مختلف فئات القراء، ومدى المصداقية التي تتمتع بها الصحف والمجلات بين الشباب السعودي، وكيف يتسنى لهم اختيار المضمون المهم. واختار الباحثان عينة عشوائية من ألفي طالب وطالبة موزعين على أربع جامعات في المناطق الشرقية والوسطى والغربية من المملكة العربية السعودية، وكان ربع العينة من الطالبات لأن الفتيات يشكلن 25% من المجتمع الطلابي في الجامعات، وجرى تجميع المعلومات باستخدام المقابلة، وقد وجد الباحثان أن محاولة الارتقاء بالمستوى الثقافي عمومًا هو الدافع الرئيس إلى قراءة الصحف لدى غير المتزوجين من الشباب السعودي من الذكور الذين يتمتع آباؤهم بدخل مادي منخفض وتعليم متوسط، وتلتقي النساء المتزوجات لذات الشريحة من الآباء معهم في هذا الهدف، ونجد المتزوجين من الذكور والطالبات المتزوجات ممن لهم آباء تعليمهم قليل ودخولهم منخفضة يرون أن أخبار العالم الإسلامي تشكل المضمون المفضل لديهم، وأما أخبار المملكة العربية السعودية فهي الأكثر جاذبية للمتزوجات اللائي تنخفض دخول والديهن الذين يتمتعون بتعليم متوسط، وتجتذب أخبار العالم العربي نحو 70% من المتزوجات اللائي يتمتع آباؤهن بدخول منخفضة وتعليم مرتفع، لكن المضمون الرياضي للصحف لا يؤثر إلا في أقل من نصف القراء من الذكور وأقل من ذلك بكثير بالنسبة إلى القارئات، ووجد أن أطر قراءة المجلات بين العزاب والمتزوجين، وبين العازبات والمتزوجات تختلف اختلافًا واضحًا، حيث يهتم كبار الذكور بقراءة أخبار العالم الإسلامي، بينما تجذب الأخبار الرياضية صغار السن، وأما المضمون الترفيهي في الصحف والمجلات فهو الأكثر جذبًا لصغار السن من الجنسين، ووجد الباحثان أيضًا أن الشباب السعودي لا يثق كثيرًا في الوسيلة المطبوعة، وعندهم الجرائد أكثر مصداقية من المجلات، وكلما كان الطالب كبيرًا وكان والده أكثر تعليمًا مال أكثر إلى تصديق الوسيلة المطبوعة، ويستنتج أن الوسيلة المطبوعة ليس لها دور مهم في تشكيل اتجاهات الطلبة وقيادتهم.
|