دراسة للحب العذري بين الشاعر عروة بن حزام، والشاعر قاسم بن محمد بن عبدالوهاب الفيحاني، بوصفهما ممثلين لتيار الحب العذري، للتعرف على حقيقة ذلك التيار وواقعية ممثليه. وقد رجع إلى سيرة الشاعرين، وقصائدهما، والدراسات النقدية ذات العلاقة، والكتابات عن الحب والحب العذري. واستهل تناوله بالتعريف بحياة محمد بن قاسم بن محمد بن عبدالوهاب الفيحاني الذي عاش بين سنتي 1325 و1353هـ، وحياة عروة بن حزام ا لذي يرجح أنه عاش حتى فترة معاوية بن أبي سفيان. وذهب طه حسين إلى القول بأن الشعراء العذريين عانوا من اليأس والفقر، وقد تناول الكاتب وجهة نظر طه حسين بالمناقشة، وذهب إلى أن الإسلام هو الذي هيأ محيط الحب العذري في حين أن طه حسين وغيره أرجعوا سبب الظاهرة المدروسة إلى الحالة الاقتصادية والسياسية، بل أنكر آخرون وجود أشخاص عذريين بأعيانهم، وأنكر طه حسين وجود المحبوبات ليلى، وبثينة، وعفراء، وقال: إنها على أكبر الظن لم توجد، وإنما هي المثل الأعلى في الجمال، والحب، واللين، والرقة، والروعة، وغيرها من الخصال التي تغنى بها الغزليون. ورأى الكاتب أن عروة شخصية واقعية، وتطرق إلى شعر محمد الفيحاني الذي ذكر أيضًا شعراء محبين قبله، وربما استفاد من قراءة التراث العربي الأدبي القديم فذكر بعض شعراء الحب. وتناول قصيدة عروة النونية واختلاط بعض أبياتها وطولها، وطول بعض قصائد الفيحاني الغزلية أيضًا، واستبعد أن تكون أيدي العبث قد تعمدت صنعة أشعار على عروة. ثم ألقى نظرة مقارنة على المضامين التي عالجها كل من عروة والفيحاني من الشعراء، وانتهى إلى ضرورة دراسة الحب عند من ذكرهم الفيحاني من الشعراء لكشف جوانب الحب العذري والصريح.
|