وقف الكاتب على بعض أسماء الأماكن في الجزيرة العربية، وقد رجع إلى معجمات البلدان وكتب الأخبار والجغرافيا التي تناولت الجزيرة العربية، وقد أوضح أن العرب القدامى هم الذين حددوا أسماء الأماكن في الجزيرة وغيرها وأعطوا كل مكان ما يليق به من المسميات، ومن بين تلك المسميات هضبات (قُطَيَّات) وقد ورد في صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار أن قطيات هي هضاب حمر معروفة بهذا الاسم إلى يومنا هذا من عهد الجاهلية، وفي جنوبي حمى ضرية هضبات حمر يقال لها اليوم (مغطيات) (وفي هذا اللفظ زيدت الميم، وأُبدلت القاف غينًا)، وهي واقعة شرقي جبل شعر المشهور بعالية نجد، وفي معجم عالية نجد ورد عن قطيات أنها أم المشاعيب وهي هضاب حمر بعضها قريب إلى بعض تقع في عثث من الأرض يحف من طولها صيهد أبيض تقع شمالاً غربيًا من الكودة، وغربًا من العرائس، وأم المشاعيب داخلة في نطاق حمى ضرية قديمًا، وواقعة في أعلى الوضح في بلاد بني كعب بن كلاب، وذكرها الأصفهاني وحددها بوضوح باسم قطيات ووصفها وصفًا جغرافيًا، ورأى أنه لا يوجد في بلاد الوضح هضبات تغير اسمها الحالي عن اسمها القديم إلا هضاب أم المشاعيب في أعلى الوضح، وهضبة شرثة في وسط الوضح، وقد ذكر أبو علي الهجري بلاد الوضح ووصف أعلامها وجغرافيتها، وذكر قطيات باسم القطبيات وتبعه في ذلك أبو عبيد اللكري، وفي التسمية تصحيف، ورُجح رأي مؤلف صحيح الأخبار فيما كتب عن المكان ومسمّاه. وإن أهم نص حفظ لنا اسم قطيات هو شعر امرئ القيس، وثبت من المصادر أنها هضاب حمر ملس متجاورات يوجد بها قلات مياه وتوجد في أعلى الوضح، وأن هضاب أم المشاعيب ليست بهضاب قطيات، وكشفت الزيارة الميدانية للمنطقة أنها مع الأقعس في أعلى الوضح تَحده من الغرب.
|