درس الباحث ثماني عشرة دوكة ذهبية بندقية تحمل صورًا آدمية وكتابات لاتينية وإيطالية وزخارف أخرى، وهي مضروبة في عهد عدد من الأدواق أو الأدواج، ويتناول الباحث نقود كل دوق منهم حسب التسلسل التاريخي، ويهدف إلى وصفها والكشف عن دلالاتها التاريخية. وقد رجع إلى مجموعة هذه النقود، وإلى المراجع التاريخية والأثرية ذات العلاقة. ووجد الباحث من دراسته أن الدوكات الذهبية البندقية قد وصلت إلى مصر وبقية بلاد الشرق العربي عن طريق التجارة التي نشطت بينها وبين البندقية، وقد تكون قد ظهرت في مصر منذ سنة 709هـ/1302م، لكن المقريزي أرجع تداولها في القاهرة إلى سنة 790هـ/1388م، ومن أهم أسباب انتشارها دقة سكها ووزنها الثابت وعيارها المرتفع، يضاف إلى ذلك أن النقود الذهبية المملوكية المعاصرة كانت تعاني من اضطراب وزنها وانخفاض عيارها، وكانت البندقية من القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي حتى القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي أعظم دول البحر الأبيض المتوسط وأكثرها غنى وثراء وأنشطها تجارة وكان لها صفقات تجارية مع مصر وغيرها من دول الشرق العربي، وقد قام السلطان الناصر فرج بسحب الدوكات من التداول بمصر وضرب نقود إسلامية لتحل محلها سنة 803هـ/1400م كالدينار السالمي، والدينار الناصري سنة 811هـ/1408هـ ولكن الدوكات ظلت متفوقة وسائدة في التداول، حتى جاء السلطان برسباي سنة 829هـ/1426م، واستطاع أن يضرب الدينار الأشرفي الذي تدوول مع الدوكات حتى العصر العثماني. وانتهى الباحث إلى أن الدوكات تعكس لنا الحياة الاقتصادية والسياسية والفنية والدينيةفي البندقية خلال القرنين الثامن والتاسع الهجريين / الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين
|