تناولت المقالة العلوم والتقنية عند المسلمين، ومهد لها بمقدمة حول اتصال المسلمين بأمم البلاد الأخرى خلال فتوحاتهم وتجارتهم. ثم استعرضت الحركة العلمية في الدولة الإسلامية التي ازدهرت في العصر العباسي على نحو خاص، وكان للخلفاء دور مهم في دعمها، حيث قام أبو جعفر المنصور باستقدام العلماء إلى بغداد كالفلكي الهندي (مانكا) الذي قدم عام 771م، وترجمت أعماله إلى العربية، وأصدر هارون الرشيد توجيهاته باقتناء المؤلفات اليونانية والاستفادة منها، وأنشأ المأمون بيت الحكمة عام ???م لترجمة تلك المؤلفات، وكان من أهم المترجمين حنين بن إسحاق الذي نقل أكثر الكتب التي وضعها (جالينوس) في الطب، وشرع في ترجمة كتب الفلك (لبطليموس)، وتابع تلاميذه عمله. وأنشأ المأمون أيضًا مرصدًا فلكيًا في بغداد عام 829م، وممن عمل فيه الفرجاني، والبتاني، وثابت بن قرة. وكان الرازي قد برز في مجال الطب وألف أكثر من مئة كتاب فيه من أشهرها كتابه: الحاوي. وكان ابن سينا أعظم طبيب مسلم بعد الرازي، وقد توصل الاثنان إجمالاً إلى معرفة الكثير من العقاقير. واشتغل بعض علماء المسلمين بالكيمياء القديمة مثل جابر بن حيان المتوفى عام 815م، وكانت جهوده قناة لانتقال الكيمياء عند العرب من طور الصنعة إلى طور العلم التجريبي. وقد أخذ المسلمون صناعة الورق عن الصينيين وطوروها ونشروها في بلادهم ونقلوها إلى الغرب. وكان العالم المسلم الباناقاتي أول من ذكر عن أساليب الطباعة عند الصينيين. وكان للحسن بن الهيثم بحوثه واكتشافه في علم الضوء والبصريات. وقد اشتملت كتابات المسعودي المتوفى عام 957م في القاهرة على دراسات في التاريخ الطبيعي، ووصف لطواحين الهواء. وقد توصل المسلمون إلى صناعة أجهزة علمية كثيرة كالمحلقة وهي آلة فلكية من حلقات تمثل مواقع الدوائر في الكرة السماوية
|