العنوان : جهود المعمار سنان في مكة والمدينة
المؤلف : محمد حرب التنصنيف : البحوث

تناول الكاتب سيرة المعماري سنان الذي كان كبير المعماريين في الدولة العثمانية وجهوده المعمارية في مكة والمدينة، للكشف عن طبيعتها وتنفيذها وخصائصها، وقد رجع إلى مصادر التاريخ العثماني وتاريخ الحرمين الشريفين. لقد عاش سنان بين سنتي 1490 و 1588م، وقد أملى كتابه تذكرة الأبنية وأوضح فيه (441) عملاً معماريًا تمت تحت إشرافه وتخطيطه موزعة في أرجاء الدولة العثمانية بين الجوامع، والمنشآت الخيرية، والمدارس، وسدود المياه، والحمامات، وبيوت القوافل، والجسور، والطرق، وسبل المياه، والأضرحة، وتم في البلاد العربية تحت إشرافه تخطيط واحد وعشرين عملاً منتشرة في السعودية وفلسلطين وسوريا والعراق، وأما أعماله في مكة المكرّمة، فقد أمر السلطان العثماني سليمان بن سليم المعروف بسليمان القانوني سنة 951هـ بتعميرالمطاف بالرخام وأرسل إلى الحرم المكي منبرًا مصنوعًا من المرمر، وأمر بمدّ مكة المكرمة بالماء عن طريق عين ماء عرفت بالعين، ولما أصابت الحرائق والسيول المسجد الحرام بأضرار بالغة، سارع السلطان سليم الثاني بن سليمان القانوني بإصدار الأمر إلى سنان بتعمير الحرم المكي سنة 979هـ/1571م، واستمر العمل بموجب هذا الأمر أربع عشرة سنة كاملة تقرر خلالها هدم القباب والأسقف الخشبية ليحل محلها أعمدة من الرخام والمرمر يعتمد عليها إنشاء القباب الجديدة، وتم توسيع فناء الحرم وتزيين القباب من الداخل، وعمرت المآذن، وأقيمت الدرجات على الأبواب، واحتفظ المسجد الحرام بشكله الذي صممه سنان طوال أربعة قرون. ومن أعمال سنان في مكة المكرمة مدرسة السلطان سليمان خان، ومطعم خاصكي سلطان الخيري، وحمام السلطان سليمان، ورباط الخيل، وعين الماء المحيطة به. وأما في المدينة المنورة فقد تنوول تجديد سورها وقلاعها، وعمارة الحرم النبوي فيها في عهد سليمان القانوني فقد تناولت باب النساء الذي أقيم على جانبيه برجان خارج المسجد لتقويته وتدعيمه؛ وهدم الجدار الغربي للحرم وأعيد بناؤه مع باب الرحمة، وأما الجدار الشرقي فقد تعرض لإصلاحات وترميمات جزئية، وهدمت منارته الشمالية الشرقية، وأقيم مكانها المئذنة السليمانية، كما زوِّد الحرم بالأهلة المصنوعة من النحاس المطلي بالذهب، وبالمنبر المصنوع من الرخام، وتم ترميم الروضة الشريفة. وجرى التطرق أيضًا للمنشآت الأخرى بالمدينة المنورة مثل حمام صقوللو محمد باشا الذي ذكره سنان في تحفة المعماريين، ومطعم خرّم سلطان الخيري الذي كان الطعام يوزع فيه ليلاً ونهارًا.

البحث فى المجلة