ناقش الكاتب موضوعًا طالما طُرِق في الدراسات وبحوث المؤتمرات وهو إعداد موسوعة عربية، ورأى أن ذلك قد يتم بطريقتين : الأولى تبنِّي إحدى الموسوعات العالمية المنشورة والتعاقد مع ناشرها لترجمتها إلى العربية، والثانية وضع موسوعة عربية أساسًا وتخطيطًا ومضمونًا، كما رأى أن وضع الموسوعة أيسر من ترجمتها، علاوة على أن الموسوعة المقترحة للترجمة تشتمل على نسبة كبيرة من المواد التي ليس لها علاقة بالبلاد والثقافة العربية الإسلامية، والتي يعدُّ جزء منها مرفوض حضاريًا وثقافيًا ودينيًا، أما الموضوعات المشتركة التي قد تغطيها أية موسوعة فيما يتصل بالحضارة الإنسانية ومجالات المعرفة والحقائق العلمية فيمكن الرجوع في كتابتها إلى المراجع والموسوعات العالمية المرموقة. وقد نُظر في خيار ترجمة موسوعة إلى العربية والمحاذير التي تحف به، ورجح الكاتب وضع موسوعة عربية إسلامية لا سيما أن مقومات وضعها متوافرة في العالم العربي الإسلامي، وأن كل مطلع على مصادر الفكر الإسلامي يعلم بالطبيعة الموسوعية لهذا الفكر، مما يشجُع اعتماد التراث العربي الإسلامي الموسوعي بطبعه أساسًا للانطلاق في تنفيذ الموسوعة. ومن الأمور التي تؤخذ في الحسبان عند التخطيط لوضع موسوعة عربية إسلامية تقرير حجمها، ونمط إخراجها، ومستواها، وتوجهها، وطباعتها، والإشراف عليها، والإعداد العلمي لمادتها، وتحريرها، وتدبر الخدمات المساندة لها، والاتصال بمن يلزم في أي بلد للمشاركة في كتابة مادة معينة فيها، أو تحكيمها. وإن وضع موسوعة عربية إسلامية أساسًا يجنبنا المشكلات التي تجرها ترجمة موسوعة أجنبية إلى العربية، وهي مشكلات ذات مغزى حضاري وثقافي ولغوي وأسلوبي ونشري. واقترح الكاتب أن يوضع جدول زمني لتنفيذ إعداد الموسوعة وأن تشمل المرحلة الأولى فيه التخطيط وإعداد مداخل المواد التي سوف تتناولها الموسوعة، وأن ينفذ في المرحلة الثانية الكتابة والتحرير، وأن تضم المرحلة الثالثة النشر. واقترح الكاتب أن ينفّذ المشروع في المملكة العربية السعودية لما حباها الله من خير ودعم وخدمة للدين واللغة العربية والتراث الإسلامي.
|