دراسة للنشاط الدعوي من خلال المؤسسات لابراز دورها في هذا المجال، وقد رجع فيها إلى كتاب الله تعالى، وحديث رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، والدراسات في مجال الدعوة الإسلامية، والإعلام. واستهلت بمناقشة أهمية العمل الدعوي في المجتمع، والحديث عن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم التي كانت خاتمة الرسالات السماوية، وقد تحملت أمته واجب الدعوة إلى الله والإرشاد والإصلاح. والدعوة إلى الله صمام الأمان في المحافظة على بقاء الدين وحماية المجتمع من الغلو في مختلف أوجه الحياة وتوخي الوسطية في الدين. وللدعوة إسهامها في وحدة الأمة الإسلامية، والمحافظة على وجودها، واستمرار مبادئها، وسلامة عقيدتها، ومتانتها، وإن الخيرّية التي وصفت بها قد ارتبطت بالقيام بالدعوة. ونوقش الثبات والتغير في العمل الدعوي، ووضحت أهمية وحدة المبدأ والمضمون الدعوي الذي دعا إليه الأنبياء ومن اقتضى أثرهم، وكذلك بقاء الداعية إلى الله على صلة بمجتمعه وظروفه وحاجاته، وما يترتب على ذلك من اختيار الوسيلة والأسلوب المناسبين للموقف، وليس من الصواب الخلط بين المبدأ والوسيلة والتعامل معهما وفق منظور واحد وثابت. وعقيدة التوحيد هي المضمون الثابت في دعوة الرسل جميعًا، ولكن تعددت الوسائل والأساليب لدى الأنبياء عليهم السلام، فمثلاً أُعطي موسى ــ عليه السلام ــ آيات معينة فكان له التفوق على سحرة فرعون، وجاء عيسى قومه بما لا قبل لهم به وهو إحياء الموتى وشفاء الأكمه والأبرص، وأما دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيختلف أسلوبها ووسيلتها باختلاف الزمان والمكان، حيث توسّل بالقول في مكة المكرمة، أما في المدينة المنورة فقد حمل السيف على أعداء الدعوة، ووزع الغنائم لتأليف قلوب المسلمين، وراسل الملوك والزعماء، وأوفد الوفود. وقد ناقش الكاتب العمل الدعوي المعاصر وبيّن مسؤولية المؤسسات الإعلامية وغيرها فيه، وانتهى إلى ضرورة قيام المؤسسات الدعوية المنظمة.
|