درس الباحث نقشًا كتابيًا غير مؤرخ يمكن إرجاعه إلى الفترة الإسلامية المبكرة، ونالت دراسته الاهتمام لأهميته وجمال خطه، واشتماله على بعض الخصائص الفنية التي لم يُرَ مثيل لها في النقوش العربية المعروفة داخل الجزيرة العربية أو خارجها، خاصة طريقة رسم حرف الهاء النهائية، إلى جانب رسم شرطتين في رؤوس الحروف ونهاياتها. وقد تطرق الباحث إلى التعريف بالنقش والتحليل الفني له سواء من حيث توزيع الكتابة، أو الصيغة التي كتب بها، أو أشكال الحروف. وبعدا النقش 74*75سم، وعدد أسطره خمسة، وتاريخه عائد إلى القرن الرابع الهجري، وخطه حجازي مزوي. وقد بلغ عدد كلمات النقش ست عشرة كلمة، وعلى الرغم من تباين أعداد الكلمات في أسطره، فيظهر أن النقاش قد بذل جهدًا كبيرًا في إيجاد التناسق بين الكلمات والأسطر وبداياتها، ونهاياتها. أما فيما بين الأسطر فقد قام النقاش بمدّ قوائم الحروف. ووجد أن النصّ لم يبتدئ بالبسملة كما جرت العادة في معظم النقوش التي ترجع للفترة الإسلامية، بل ابتدئ باسم صاحب النقش رباعيًا، وأخبر الباحث أنه لم يعثر على ترجمة له فيما اطلع عليه من مصادر، وقد نُفّذ النقش بأسلوب الحفر الغائر البسيط، ووردت الأحرف على أشكال عديدة تعكس قدرة النقاش على تطويع الحرف. وقد عُرضت أشكال حروف النقش بالتفصيل، وأردف ذلك بخاتمة حول الخصائص الفنية للنقش، وقد أشير إلى ما هو مبتكر وما هو معروف منها، ومن الخصائص المبتكرة رسم الهاء المنتهية، ورسم شرطتين مائلتين إلى اليمين فوق نهايات بعض الحروف وكذلك فوق نهاية حرف الضاد في رسم عياض وفوق نهاية حرف النون في كلمة يؤمن، ورسم شرطة واحدة فوق بدايات الحروف ونهاياتها، وقد اختفت بعض التأثيرات النبطية كالمدات من النقش، وانتهى الباحث إلى أن خصائص النقش ترجِّح رجوعه للقرن الرابع الهجري.
|