درس الباحث العلاقات السياسية بين زعماء المسلمين والصليبيين من خلال محتويات وثيقة أرمنية منسوبة إلى القائد الأرمني سمباد، وسمباد هذا هو أخو الملك الأرمني هيثوم الأول ومقدم جيوشه، وقد كتب مخطوطة معتمدًا على متى الرهاوي، وجريجوري الراهب فضلاً عن مذكراته الخاصة، ويمثل فيما كتبه وجهة النظر الرسمية للملك هيثوم، وقد عُرف بالمؤرخ الملكي، وكان له دور عسكري ودور دبلوماسي، وكان في الجيش الأرمني الذي هزمه بيبرس عام 1266هـ، وتعود أهمية مخطوطته إلى مكانة كاتبها ومشاركته في الحروب ضد المسلمين وفي المفاوضات معهم، ولصلته بصليبيي أنطاكية، ولموقفه من الإخوة الداوية والاسبتارية والبطاركة، وللتفاصيل التي ساقها عن الحملات الصليبية، واهتمامه بالشئون البيزنطية، وأخبار السلاجقة، وانفراده بنصوص حول ما دار بين صلاح الدين الأيوبي، والزعماء الصليبيين الأسرى في حطين. وقد درس الباحث النصوص التي عالجت العلاقات السياسية بين زعماء مسلمين وصليبيين وأرمن، وقارنها بنصوص لمؤرخين مسلمين وصليبيين وغربيين بغية استكمال صور الحوادث التاريخية. وبحث في دور نورالدين زنكي في قيادة الجهاد ضد الصليبيين والاتصالات بينه وبين الإمبراطور البيزنطي مانويل الذي لم يشأ أن يضحي بمصالحه من أجل الصليبيين الذين يكنون العداء للبيزنطيين، ولم يرد الدخول في حرب المسلمين. وتحدث سمباد عن مليح الأرمني وعلاقته بنور الدين، وعن معركة حطين، وعلاقة صلاح الدين بالصليبيين، واتفاقه مع ريموند صاحب طرابلس واللقاء بينه وبين أمير أنطاكية. وكان آخر حدث توقف عند وصفه سمباد حملة الملك ادوارد على عكا سنة 1271م ومحاولة اغتياله التي عزاها سمباد لواحد من خدمه، بينما عزاها عبدالظاهر إلى فدائي أرسله ابن شاور والي بيبرس على الرملة.
|