مكة المكرمة البلد الحرام، أحب بلاد الله إلى الله، وأحبها إلى رسول الله [، قبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم، ومأوى حجهم، ومجمع وفودهم، وملتقى جموعهم، حرمها الله تعظيماً وإجلالاً يوم خلق السموات والأرض، بها الكعبة أول بيت وضع لعبادة الله على الأرض. وللبيت العتيق جعل الله حرماً لتعظيمه، فجعل فيه الأمان حتى شمل ما فيه من الشجر والنبات فلا يقطع، وما فيه من الطير فلا ينفر ولا يصاد، وجعل ثواب الأعمال فيه أفضل من ثوابها في غيره، والصلاة فيه بمئة ألف صلاة. ومن عظمة البيت أخذت مكة المكرمة عظمتها، ومن حرمته كانت حرمتها، ومن أمانه كان أمانها، أقسم الله بها لينبه على عظمة قدرها(1). ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أن إبراهيم \ بعد أن أسكن ولده إسماعيل وزوجه هاجر عليهما السلام دعا لأهل هذا البلد وسكانه، فقال تعالى: {$ّإذً قّالّ إبًرّاهٌيمٍ رّبٌَ \جًعّلً هّذّا پًبّلّدّ آمٌنْا $ّاجًنٍبًنٌي $ّبّنٌيَّ أّن نَّعًبٍدّ الأّصًنّامّ ><ر53ر> رّبٌَ إنَّهٍنَّ أّضًلّلًنّ كّثٌيرْا مٌَنّ پنَّاسٌ فّمّن تّبٌعّنٌي فّإنَّهٍ مٌنٌَي $ّمّنً عّصّانٌي فّإنَّكّ غّفٍورِ رَّحٌيمِ ><ر63ر> رّبَّنّا إنٌَي أّسًكّنتٍ مٌن ذٍرٌَيَّتٌي بٌوّادُ غّيًرٌ ذٌي زّرًعُ عٌندّ بّيًتٌكّ پًمٍحّرَّمٌ رّبَّنّا لٌيٍقٌيمٍوا پصَّلاةّ فّاجًعّلً أّفًئٌدّةْ مٌَنّ پنَّاسٌ تّهًوٌي إلّيًهٌمً $ّارًزٍقًهٍم مٌَنّ پثَّمّرّاتٌ لّعّلَّهٍمً يّشًكٍرٍونّ}(2).
|