يكمن مستقبل الإنسان على الأرض - بعد أن استنفد أو كاد يستنفد موارد الأرض الغذائية والمعدنية وطاقتها الحفرية، باستثناء منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي والأفريقي التي ما زالت فيها ملايين الأفدنة القابلة للزراعة، وثروات معدنية وبترولية لم تستنفد بعد - في استغلال البحار واستزراعها، ذلك هو محور التناول في هذه المقالة التي رجع الكاتب فيها لمصادر منتقاة عن الأرض ومواردها وسكانها وعن الرفّ القاري. وقد استهلها بالحديث عن موارد الأرض من الغذاء والطاقة التي لم تعد بإنتاجها الحالي تكفي لسد احتياجات بلايين البشر من وجهة نظر الكاتب، مما يترتب عليه البحث عن حلول مثل استصلاح المزيد من الأرض الزراعية، واستنباط سلالات من النبات تعطي محاصيل أوفر، واستغلال قيعان البحار والمحيطات. وقد أكّد الكاتب أهمية استغلال الرف القاري، وهو الامتداد الطبيعي للأرض على عمق عشرات الأمتار أو مئاتها تحت سطح الماء، ويطلق عليه أيضًا الرصيف القاري أو الجرف القاري، ويقدر الخبراء احتواءه على (90%) من الثرة السمكية، ثم تطرق الكاتب إلى ما يحتاجه استغلال إمكانات الرف القاري من رأسمال وجهد وخبرة حتى تتيسر مواصلة المسيرة البشرية على هذا الكوكب؛ وعلى الإنسان أن يعمل فكره ويتوسل بعلمه ليدلف إلى أعماق أكثر وأكثر في هذه المساحات المائية المترامية على سطح الأرض بملابس خاصة وأجهزة وتقنيات واستخدام طرائق مبتكرة لاستغلالها في الحصول على الغذاء، ثم تناول موارد الطاقة في الرف القاري، وتطرق إلى قضية ملكية الرفوف القارية، واختلاف الآراء القانونية والاقتصادية حولها، واتفاق مندوبي الدول التي حضرت مؤتمر الأمم المتحدة سنة 1958م على أن للشعوب الشاطئية أن تتولى البحث عن الموارد في الرفوف القارية المجاورة لها، وتستطيع أن تمد بحثها إلى أبعد من عمق20 مترًا، ثم ناقش مستقبل النفظ تحت الماء، وأشار إلى غنى الرف القاري قرب الشاطئ الأطلنطي للولايات المتحدة بموارده النفطية، وخلص إلى أن ثروات البحار وإمكانات الرفوف القارية تبعث على التفاؤل بتوافر موارد جديدة للغذاء والمعادن والطاقة التي تحتاجها البشرية.
|