تناولت المقالة العلاقات التي سادت بين سلطنة عمان وبريطانيا في القرن التاسع عشر، وهدف الباحث إلى تتبع أصول تلك العلاقات وتطوراتها، وإلى بحث الصراع الدولي حول عُمان؛ وقد رجع إلى الدراسات والكتب المنشورة حول تاريخ عمان والإمارات ودول الخليج والدول العربية عامة وأفريقيا الشرقية في العصر الحديث؛ واستهل بالحديث عن موقع عُمان في الجزء الشمالي من الجهة الجنوبية الشرقية من شبه الجزيرة العربية وحدودها وسكانها الذين يتبع قسم منهم المذهب الإباضي، والقسم الآخر مذهب أهل السنة، وذكر أن العمانيين اعتنقوا المذهب الأباضي في أواخر العصر الأموي، واستقلوا في حكمهم سنة 137هـ/ 754م؛ ثم تناول وضع عمان في إطار الصراع الدولي في العصر الحديث، فأشار إلى أن ميناء رأس الحد تعرض في سنة 912هـ/ 1506م لقصف الأسطول البرتغالي الذي دمر المدينة والسفن الراسية في الميناء، وتعرضت لمثل ذلك في نفس العام موانئ مسقط وصحار وخور فكان وهرمز؛ وقد تنازع البرتغاليون والفرس والعثمانيون السيادة على مياه الخليج طول القرن السادس عشر، ولما زاد نشاط العثمانيين في مياه الخليج حاولوا القضاء على نفوذ البرتغاليين في الخليج العربي؛ ثم تناول الكاتب وضع الخليج بعد تصفية النفوذ البرتغالي، حيث بدأ الصراع بين الإنجليز والهولنديين للسيطرة على تجار المنطقة، ثم بين الإنجليز والفرنسيين، وهيمنة الإنجليز في النهاية على الخليج، وفي الوقت الذي اتجه فيه نشاط انجلترا نحو العراق، انصب اهتمام سلطنة عمان على توسيع نفوذها في جنوب شرقي شبه جزيرة العرب، وبسطت نفوذها على السواحل المتاخمة للمحيط الهندي واستولت على هرمز وزنجبار وبمبة وبندر عباس؛ وعقب الثورة الفرنسية حاولت فرنسا أن يكون لها نفوذ في الخليج وعقدت معاهدة صداقة وتجارة مع سلطان مسقط ووثقت علاقاتها أكثر بالسلطنة، وعملت على تقسيمها تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليها
|