دراسة تاريخية للنشاط الأمريكي التنصيري في شرقي الجزيرة العربية، وهدف الباحث إلى التعريف بتأسيس الإرسالية الأمريكية العربية، وأهدافها التنصيرية، وأساليبها، وخططها للتغلغل إلى عمق الجزيرة العربية من غير توسع في توصيف نشاطها في منطقة الخليج العربي، واعتمد على الوثائق والتقارير والكتب الإنجليزية والعربية. وقد مهّد لدراسته بتوضيح طبيعة النشاط الأمريكي التنصيري بين سنتي 1847و1944م والدعم الذي كان يتلقاه من الجهات الحكومية وغير الحكومية الأمريكية. وصدّر الدراسة بتناول تأسيس الإرسالية الأمريكية العربية سنة 1889م لمدّ النشاط التنصيري إلى الجزيرة العربية واستغلال سيطرة بريطانيا على الساحلين الجنوبي والشرقي للجزيرة العربية، وكانت البصرة لفترة قاعدة رئيسة لنشاطها التنصيري في الجزيرة العربية، ثم اتخذت الإرسالية أربعة مراكز أخرى لنشاطها في البحرين، ومسقط، والكويت والمحمرة، وناقش الكاتب أساليب الإرسالية غير المباشرة في خدمة أهدافها ومنها استخدام الخدمات الطبية، وكان إصرار الملك عبدالعزيز على رفض السماح للإرسالية ببناء مراكز علاجية في بلاده، أو بحرية الزيارة لأطبائها للمملكة قد أفشل خطط الإرسالية للتوغل في الجزيرة العربية، ولجأت إلى تقديم خدمات التعليم، ورعاية الأيتام، وإقامة المكتبات العامة، وتشييد الكنائس في مراكز الإرسالية، وكانت الإرسالية تتصيد مراجعي مستشفياتها في البحرين والكويت في محاولة لإغرائهم بحضور نشاطاتها أو شراء شيء من الصور والتماثيل الدينية التي كانت تنتجها، ولكنها فشلت في جهودها، ومن أساليب الإرسالية المباشرة لخدمة أغراضها محاولتها لتشكيك مسلمي الجزيرة في دينهم، واستمرارها بتقديم خدماتها الطبية أثناء أوقات إقامة الصلاة لتصرف مراجعي عياداتها عن إقامة الصلاة في وقتها، ومجادلة الناس في أمور العقيدة، وقد وزعت دليلاً إرشاديًا للتنصير في البلاد الإسلامية، وقد تعرض الكاتب للتورط السياسي للإرسالية وعلاقتها بالاستعمار، وخلص إلى بيان فشل الإرسالية ونهاية عملها بالمنطقة بعد عمل دام قرابة نصف قرن من الزمن بسبب قوة العقيدة الإسلامية والتمسك بها، يضاف إلى ذلك الموقف الحازم للملك عبدالعزيز في رفضه السماح للإرسالية بإقامة مراكز لها على أراضي المملكة
|