تناولت المقالة كتابة المتون والشروح، وهدف كاتبها إلى توضيح خصائصها، وأسباب إعدادها، والنتائج المترتبة عليها. وقد رجع إلى كتب النحو واللغة والأدب العربي، واستهل بالتعريف بالمتن، فذكر أنه معالجة مكثّفة تظهر في رسائل قصيرة غالبًا، وتخلو عادةً من كل ما يؤدي إلى الاستطراد أو التفصيل، أو الاستشهاد، مما جعله من أقلّ فنون الكتابة ألفاظًا، والأكثر تقبلاً عند الدارسين. وقد برزت كتابة المتون المنثورة والمنظومة لتسهيل التعليم، وتيسير الحفظ، والاستذكار، والاستيعاب، ومن هنا روعي اتصافها بالإيجاز، وتغطيتها لأسس الموضوع. ثم تناول الكاتب ما اقتضاه توضيح المتون من كتابة الحواشي، والتقريرات، والمختصرات التي أخذ العلماء يضيفونها ويستدركون فيها، ويضيفون الأمثلة والشواهد والأمثلة. ثم لجأ علماء آخرون إلى اختصار الحواشي المطوَّلة. وعرض لوضع المتون والشروح في عصر المماليك فأشار إلى أنها شاعت في تدريس العلوم، وقد أكثر العلماء من تأليفها في ذلك العصر، ثم تناول إعداد الحواشي والتقريرات والمختصرات في العصر العثماني، حيث تغطيتها مختلف العلوم. وقد ساق أمثلة من الشروح والحواشي والتقريرات أخذت ثلاث صفحات ونصف الصفحة، منها: شرح رسالة أبي زيد في مذهب المالكية لعلى الأجهوري المالكي، وحاشية على تفسير الجلالين لعطية الأجهوري الشافعي، وتقريرات بعنوان القصر المبني على حواشي المغني لعبدالهادي نجا الأبياري، ثم قوّم المتون، والمختصرات، والشروح، والحواشي، والتقريرات مبرزًا مثالبها ومزاياها، وخلص إلى أن هذه الفنون الكتابية تربي مهارة البحث والتمحيص.
|