دراسة للوضع القائم للغة العربية وتعليمها في الدول الأفريقية، وما تسديه المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية الأخرى من خدمات في هذا المجال، ويهدف كاتبها إلى الإبانة عن مدى انتشار استخدام اللغة العربية في الدول الأفريقية وأثرها في اللغات المحلية وتطور تعليمها ووصفها في التعليم المعاصر. وقد رجع إلى الكتب، والدراسات، ووقائع الندوات المتصلة بتاريخ أفريقيا، والثقافة، والتربية والتعليم، والمسلمين في أفريقيا. وقد استهل بالحديث عن ظهور اللغة العربية كلغة دين، حيث دخلت إلى القارة الأفريقية وعبرت الصحراء جنوبًا مع الإسلام، فذكر أنها اكتسبت أهميتها في أوساط من اعتنقوا الإسلام من سكان البلاد كي يستخدموها في قراءة القرآن الكريم وتفهم الشريعة الإسلامية الغراء وأداء الشعائر الدينية، وكانت في المرحلة المبكرة لدخولها على مستويين: فعلى مستوى الخاصة كان على كل من يشتغل بأمور الدين والشريعة والتعليم أن يتعلمها ويتقنها لدرجة تسمح له بأداء مهام وظيفته على الوجه الأكمل، أما على مستوى العامة فكان على كل مسلم أن يتعلم معرفة العربية ليتمكن من قراءة القرآن وأداء الشعائر الدينية، ومعرفة بعض القواعد الأساسية للإسلام، والمعاملات الإسلامية حتى يسلك سلوكًا يتفق مع تعاليم دينه القويم، وتفهم بعض ما يستمع إليه من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ثم ناقش الباحث تحول العربية إلى لغة تعامل عامة في المجالات الاجتماعية، والتجارية، والاقتصادية، والشرعية، والإدارية، بل إنها غدت لغة تخاطب عامة في أوساط الطوارق، والكنوري، والهاوسا، والفولاني، والتولي، واليوروبا، ودرس أسباب انتشارها، وكذلك أثرها في اللغات المحلية في أفريقيا كالهاوسا، والفولاني، والماندي، والصنعاني، والوولوف، والكاتوري، وتناول التطور التعليمي للغة العربية حديثًا في المدارس، والمعاهد، والجامعات، والمعونات العربية لدعمه من جانب المملكة العربية السعودية، ومصر، وليبيا، والعراق. وخلص إلى أن هناك حاجة لوضع خطة عمل تشترك فيها المنظمات العربية المتخصصة، والجهات المعنية الأخرى من الدول العربية لتطوير تعليم العربية ونشره ودعم الروابط مع الأقطار الأفريقية الإسلامية.
|