سيرة ببليوجرافية تناولت حياة أبي عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن عبدالله الذهبي وأعماله، وهدف كاتبها إلى التعريف به، وبمصنفاته، ومنهجه في التأليف، واستند إلى كتب الطبقات والرواة والحُفّاظ والتاريخ التي تناولت سيرته. واستهلّ بتوضيح الخلفية التاريخية للعصر الذي عاش فيه الذهبي، ثم تحدث عن حياته، فأورد أنه ولد سنة 673هـ من أسرة تركمانية الأصل تنتهي في ولائها لبني تميم، وسكنت في ديار بكر، وأوضح أن تسميته بابن الذهبي نسبة إلى صنعة أبيه، ويبدو أنه امتهن عمل أبيه في بدء حياته مما جعل بعض معاصريه يعرفونه بالذهبي، وقد عاش في عائلة طيبة صالحة، وأخذ العلم صبيًا عن البصبص، ثم اتجه إلى شيخه مسعود بن عبدالله الصالحي فلقنه القرآن، ثم أخذ العلم عن عز الدين الفاروقي. ومع بلوغه الثامنة عشرة، وجه الذهبي عنايته لدراسة القراءات وقراءة القرآن الكريم والحديث الشريف، لكنه مال أكثر إلى علم الحديث فبرع فيه. ثم تناول الكاتب رحلاته لطلب العلم داخل البلاد الشامية، ثم رحيله مصر سنة 695هـ، ثم سفره إلى بيت الله الحرام فذكر أنه سمع في مكة المكرمة وعرفة ومنى والمدينة المنورة عن عدد من شيوخها الأجلاء؛ وعرض لمنهجه العلمي، واتصالاته بكبار علماء عصره وبخاصة ابن تيمية، والمزي الشافعي، وعلم الدين البرزالي، وتحدث عن مصنّفاته في علوم الإسلام والتاريخ والنقد والتحقيق، فنقل أنه "كان أكثر أهل عصره تصنيفًا"، وأورد قائمة مختارة مما كتب في علم القراءات والحديث الشريف ونقد الرجال والفقه والقضاء والتاريخ والتراجم؛ ثم تطرق إلى توضيح مكانته كما تعكسها أقوال العلماء، وختم بدعوة الباحثين إلى دراسة سير علماء الإسلام والإفادة منها.
|